صحيفة "كراسنايا زفيزدا" تبرز أن مجلس الأمن الدولي اتخذ قراراً حول انهاء العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا، معبراً عن أمله في تشكيل حكومة انتقالية في أقرب وقت ممكن. وأكد على ضرورة أن تكون أسس المرحلة الانتقالية مبنية على الالتزام بالديموقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية لجميع الليبيين. وفي نفس الوقت حث مجلس الأمن السلطات الجديدة في ليبيا على الامتناع عن الانتقام والاعتقال غير القانوني والإعدام خارج نطاق القضاء. وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 23.59 من يوم 31 اكتوبر/ تشرين الأول، حسب التوقيت الليبي. وقبل اجتماع مجلس الأمن الذي انعقد يوم الجمعة الماضي، حيث تم اتخاذ هذا القرار، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسين، "أن سبعة أشهر من العمليات العسكرية لحلف الناتو في ليبيا تكللت بنجاح كبير، وربما كانت من أكثر العمليات العسكرية نجاحاً في تاريخ الناتو. وأصبح بمقدور الليبيين البدء في بناء مستقبل بلادهم بأيديهم بعد سقوط نظام القذافي واستتباب الأمن".
من الملاحظ أن كلمات راسموسين هذه تنطوي على قدر كبير من التمني وليس إقرارا بواقع ملموس. وتشهد على ذلك، تقديرات المحللين الغربيين بهذا الشأن. فعلى سبيل المثال، نشرت مجلة "ذي ويك" الأمريكية مقالة لأحد المحللين، تحت عنوان "الحرب في ليبيا فاشلة بكل الأحوال" جاء فيها:صحيح أن مقتل القذافي، وضع نهاية للمشاركة الغربية في العمليات العسكرية في ليبيا، لكنه لا يمثل نهاية لإراقة الدماء، التي قد تستمر لأشهر وربما لسنين. فيجب أن لا ننسى أن أسوأ أعمال العنف في العراق بدأت بعد إلقاء القبض على صدام حسين وإعدامه. وليس من المستبعد أن يقع الليبيون ضحية عنف يستمر لسنوات طويلة بسبب صراع قادتهم على السلطة، كما سبق للعراقيين أن عانوا من حرب أهلية استمرت ثماني سنوات.
وفي ما يتعلق بالغرب، فإنه ليس لديه الثقة بأن الإسلاميين الأصوليين لن يصلوا إلى السلطة في ليبيا. ذلك أن التقارير الواردة من ذلك البلد، أخذت تذكر أكثر فأكثر أسماء الشيخ خالد شريف وعبدالحكيم بالحاج، وغيرهم ممن يمتلكون خبرات كبيرة من خلال حروبهم في أفغانستان، وعلى معرفة شخصية بزعماء القاعدة. وهذان الشخصان تحديدا رفضا المبادئ الديموقراطية معتبرين أن "الجهاد" ـ هو السبيل الوحيد الذي يجب اتباعه لكي ينتصر الإسلام. والآن يعلنان عن رغبتهما في أن يصبحا جزءاً من المنظومة السياسية الجديدة. إن ما يلهم الاسلاميين الليبين هو انتصار إخوانهم في تونس، حيث حصلت الحركة الإسلامية المعتدلة هناك، على 41,47 % من الأصوات في أول انتخابات حرة للجمعية الوطنية التأسيسية بعد الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والتي جرت يوم الأحد الماضي.


