gbha جبهة انقاذ الوطن العربى: كتاب يثير كثير من الجدل حول مصداقية تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يسري أبو شادي" يفتح النار.. أمريكا في حقيقة المفاعل النووي السوري 9

كتاب يثير كثير من الجدل حول مصداقية تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يسري أبو شادي" يفتح النار.. أمريكا في حقيقة المفاعل النووي السوري 9

- المفاعل الكوري لا يشبه المبني الذي ضربته أمريكا واسرائيل .
- الرئيس أوباما سيصدر تقريرا يعترف بخطأ تقرير المخابرات الأمريكية حول المفاعل النووي السوري .
- المبني السوري المدمر أما قاعدة لإطلاق صواريخ طويلة المدي مهجور أو منشأة كيمياوية تحوي دروعا غير متكاملة .
يثير هذا الكتاب هو الوثيقة الوحيدة التي يمكن أن تفضح الممارسات الأمريكية داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية , حيث يكشف عن مدي كذب المخابرات الأمريكية والتلفيقات التي يمكن أن تضعها في تقاريرها الرسمية إذا ما أرات أن تمرر علي المجتمع الدولي رغبتها بضرب دولة ما دونما وجود أي أنتهكات داخل تلك الدولة قد أرتكبتها ولكن الأمر يتوقف علي رغبة أمريكا أو اسرائيل في ضرب أي دولة وخاصة اذا كانت الدولة عربية .
وهنا يبدأ الترقب حيث تلوح الولايات المتحدة بأن الوقت قد حان للتفتيش على البرنامج النووي السوري وتتدعى وجود مفاعل نووى سورى يشبه المفاعل النووى الكورى وذلك دفع الخبير الدولي للمفاعلات النووية ونظام الضمانات وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات السابق دكتور يسري أبو شادى إلى إصدار كتابه بعنوان " حقيقة المفاعل النووي السوري وتقارير المخابرات الأمريكية والوكالة الولية للطاقة الذرية .. هل أخطأت إسرائيل في ضرب المبني السورى ؟ " وقد حاول من خلال كتابه تعريف القارئ بالحقائق التي عرفها في ذلك المضمار حينما كان يعمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية , وقد صدر الكتاب عن دار سفير الدولية بعد أن رفضت الكثير من دور النشر طبع ذلك الكتاب لأسباب قد تكون أمنية لأن الكتاب قد يثير الكثير من الجدل حول الحقائق التي تم أدراجها به.
يتناول الكتاب – الذي صدر في 158 صفحة منها 30 صفحة للصور التوضيحية لموقع المبني الذي قذفته إسرائيل وأمريكا والمفاعل الكوري – حقيقة المفاعل النووي السوري , والضربة الجوية التي وجهتها الكيان الإسرائيلي للمبني السوري في يوم 6 سبتمبر 2007 ويحلل وبصورة تفصيلية تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية , وكذلك تقارير المخابرات الأمريكية , بشكل علمي يستند إلي الحقائق الفنية بعيدا عن كل الاعتبارات السياسية , وقد ضم الكتاب أحدى عشر فصلا .
عن سبب كتابة الكاتب لهذا الموضوع حيث أكد دكتور أبو شادي أنه تردد كثيرا فى كتابة هذا الكتاب يقول أبو شادي ترددت فترة فى التعرض بشكل علنى لهذا الأمر " حقيقة المفاعل النووي السوري بالنظر لحساسية وظيفتى السابقة ككبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات بها على مدي سنوات عديدة , ولكن تغلب عليّ أمانة الكلمة الفنية كشخص أمضى فترة طويلة من حياته متخصصا فى دراسة وتصميم العديد من المفاعلات الغازية الجرافيتية وهو نفس النوع المزعوم للمبني السوري , وقناعتي بأن تسييس التقييم الفنى من أجل هدف سياسي هو مخالفة للأمانة العلمية المحايدة .
ويقول دكتور أبو شادى عن معلومات الكتاب " إننى وبالرغم من وجودى بالوكالة عند بداية أحداث هذا الموضوع وبسبب أن سوريا لم تكن فى أختصاص علمي , وبالتالي فإنني لم أتحصل على أى معلومة سرية من الوكالة أو غيرها وأن جميع مصادر معلوماتي معروفة ومنشورة , وما أكتبه فى الكتاب يعتمد على تحليلاتي الفنية وخبرتى العلمية خلال ما يقرب من الأربعين عاما ."
وقد أهتم دكتور أبو شادي فى الكتاب أكثر بالتفاصيل الفنية سواء ما جاء منها فى تقارير المخابرات الأمريكية أو تقارير الوكالة , ومدى الدقة الفنية للتقرير الأمريكي , وخروج بعض التعليقات من بعض الجهات الأمريكية عن نطاق المناقشة الفنية وتحول ذلك لهجوم شخصى على دكتور أبو شادى وذلك الهجوم مرتبط بالدين والجنسية وعمله فى الوكالة فى ذلك الوقت لإيقافة عن الإستمرار فى كشف باقى النقاط الفنية المتناقضة , وأدت أحاديث أبو شادى مع الصحف لمشكلات أخرى مع الوكالة ومديرها العام إنذاك دكتور البرادعى الذي تقدم بشكوى ضد أبو شادى الذى يقول عنها "تقدم بحجة مخالفتى بشكوى ضدى لقواعد الإتصال بإجهزة الإعلام وهو أمر ثبت بعد عدة شهور عدم صحته , وقد مرت بى فترارت متعددة واستقالتى من الوكالة جاهزة , حتى أثبت للجميع أنني لا أرغب فى الإستمرار فى العمل فى ظل الانحياز الواضح لتقارير الوكالة فى الأمور الفنية .
ويتوقع دكتور أبو شادى قائلا " يساورنى الشعور – خلال فترة وجيزة من عصر الرئيس أوباما وسواء قبل نشر الكتاب أو بعده – سيصدر تقرير من أحد الأجهزة الأمريكية يعترف فيه بخطأ تقرير المخابرات الأمريكية عن المفاعل السورى المزعوم , أسوة بالأعتراف بالخطأ فى التقارير الخاصة بالعراق وكوريا الشمالية وإيران وغيرها ."
ويهدف الكتاب – كما أكد دكتور أبو شادى – بصورة أساسية إلى الرد بصورة تفصيلية على مختلف النقاط الفنية الواردة فى التقارير الأمريكية وتقارير الوكالة أورد فيه بشكل علمى مرجعا علميا لمختلف النقاط , وحتي أعطي الفرصة لمن يريد الرد أن يكون رده علميا ومستنداً إلى حقائق فنية , وتوقع دكتور أبو شادى عدد من ردود الأفعال على كتابه وخاصة من أجهزة المخابرات الغربية أو الوكالة أو من يساندهم للرد على النقاط الفنية العديدة فى هذا الكتاب .
ويقول دكتور أبو شادى أنه وعلى مدى شهور عدة قبل تقاعده من الوكالة فى نهاية مايو 2009 حاولت إقناع المدير العام للوكالة والمسؤولين معه بالموافقة على دخولى فى حوار فنى مع الفنيين المسؤولين عن كتابة تقارير الوكالة والرد على نقاطى الفنية التي أثرتها فى تقاريرى للوكالة دون جدوى ولا أجد سوى تفسير واحد لهذا الفض هو عدم القدرة على الرد بطريقة منطقية وعلمية على ما أثرته من نقاط.
ويسرد دكتور أبو شادى عملية أوركارد ,أنه عندما بدأ الطيارون الإسرائيليون فى أحد المطارات العسكرية الإسرائيلية فى التوجه إلى 7 طائرات مقاتلة وقاذفة من طراز F15-1 مزودة بصواريخ وقنابل ثقيلة وخزانات وقود اضافية , وحتى دخول الطيارين الى كابينة القيادة فى الطائرات لم يكن قد أبلغوا عن مكان الهدف إلا بعد تحليقهم بطائراتهم فى الهواء , وتحدد الهدف بمبنى سورى – ملقب بمركز بحوث زراعية على نهر الفرات وقريب من الحدود التركية – موقع الكبر فى محافظة دير الزور – 400 كم شمال شرق دمشق – حيث يوجد مبنى سورى يبدو كمبنى عسكرى مشهور , وألقت الطائرات 22 صاروخا على عدة أهداف داخل الموقع خاصة على المبنى الرئيسى .
وكانت المفاجئة أسرع من استعدادات سوريا الدفاعية – التى لم تشعر بهذه الطائرات حتي إطلاق الصواريخ , بعدها بدأت أجهزة الدفاع السورية فى الاستعداد للتعامل مع هذه الطائرات , ولكن قبل أن تبدأ فى إطلاق بعض المقذوفات المضادة للطائرات كانت هذه الطائرات داخل الأراضى التركية وبعيدة تماماً عن المواقع السورية , وكانت هذه العملية تراقب بواسطة الأقمار الصناعية الأمريكية والإسرائيلية وكان الأمر تحت تنسيقهم وتم تدمير المبنى السورى الرئيسى فى الكبر وأدعت كلاهما بعد عدة شهور ان المبنى كان مفاعلا نوويا مماثلا لمفاعل كوريا الشمالية وكان على وشك التشغيل , وسميت العملية ب" أوركارد " أو عملية البستان .
وذكر دكتور أبو شادى أنه بعد تحليل العينات ونتائج هذه المهمة الاستكشافية ادعت اسرائيل أنها تأكدت أن المبنى مفاعلا نوويا مماثلا للمفاعل الكورى الشمالى , لكن العينات التي يحصل عليها من مواقع قريبة من موقع المبنى لا يمكن أن تؤكد بوجود أى مفاعل نووى قبل التشغيل وخاصة – أنه بادعاء إسرائيل نفسها لم يوضع بعد وقود اليورانيوم فى المفاعل .
وتحدث الكتاب عن الصمت السورى – الإسرائيلى – الأمريكى الغامض عقب نهاية عملية الأوركارد وتدمير المبنى السورى , حيث كان رد الفعل السورى غريبا حيث لم يظهر أي رد فعل رسمي أو شكوي للأمم المتحدة أو إدانة واضحة للغارة الاسرائيلية إلا بعد عدة ساعات من الغارة وأصدرت الحكومة السورية بيانا مقتضبا أدانت فيه اختراق طائرات اسرائيلية لمجالها الجوي دون التطرق لأية تفاصيل عن الغارة ونتائجها , وبعدها بأربعة أيام صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أثناء زيارته لتركيا أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت معدات عسكرية مجهزة ولكن دون حدوث أي خسائر , واستمر الصمت الأمريكي منذ الغارة الإسرائيلية في 6 سبتمبر 2007 وحتي 24 ابريل 2008 حين أعلن جهاز المخابرات المركزية الأمريكية فى جلسة استماع معلنة مع الكونجرس الأمريكى أن المبني المدمر كان مفاعلا نوويا وتقدمت الولايات المتحدة بشكوي رسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مخالفة سوريا لاتفاق منع الانتشار النووي ببنائها لمفاعل نووي سري دون إبلاغ الوكالة .
وقد حاول دكتور أبو شادي تفسير الصمت السوري وأرجعه إلي عدة احتمالات منها أن نجاح الطائرات الاسرائيلية فى اختراق المجال الجوي السوري وبعمق 100 كيلو متر وضربها لمنشأة عسكرية هو في حد ذاته خطأ من جانب وسائل الدفاع الجوي ويضع الاستعدادات العسكرية السورية محل تساؤل , وربما كانت سوريا تعلم ان اسرائيل قد أخطأت هدفها وأنها ضربت مبني مهجور ولهذا فسوريا لاتريد أن تبلغ هذه المعلومة لإسرائيل , وأن هذا المبني في توقيت ما ربما قد يستخدم في أغراض حساسة أخري .
أما عن الإتهام الأمريكي وتقرير المخابرات الأمريكية فيقول عنها دكتور أبو شادى أنه بعد أكثر من 7 أشهر من تدمير المبني السوري قدمت المخابرات المركزية الأمريكية ورئيسها آنذاك مايكل هايدن عرضا فنيا مفصلا ومعلنا وقدم للكونجرس الأمريكي مع شرح الصور والنماذج والفيديو في واحدة من المرات النادرة , وعادة تقارير المخابرات – فى أي دولة – هي تقارير سرية وتقدم سواء للحكومة أو للمجالس النيابية بشكل سري أو مقيد وبذلك تقدمت الولايات المتحدة بشكوى رسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية تتهم فيها سوريا بمخالفتها لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ببنائها مفاعلا نوويا سريا دون إبلاغ الوكالة عن ذلك , وبين ضرب المبني السوري وتقديم الاتهام الأمريكي قامت سوريا بتدمير ما تبقي من المبني المدمر وإزالته واستبداله بمبني آخر جديد وتم ذلك فى حوالي شهر ونصف .
ويذكر د. أبو شادي أن الوكالة أنتقدت الموقف الإسرائيلي لضربها منشأة تزعم أنها نووية دون تقديم شكوي قبلها وكذا أنتقدت التأخر الأمريكي البالغ في تقديم هذه الشكوي , وبالرغم من هذا الإنتقاد وأن المبني المزعوم دمر تماما واستبدل بمبني آخر , فإن الوكالة قبلت الشكوي الأمريكية ضد سوريا وبدأت التحقيق في الأمر , وأرسلت الوكالة وفدا من 3 مفتشين غير متخصصين في هذا النوع من المفاعلات ورأس وفد المفتشين نائب المدير العام للوكالة وهو منصب لا يتناسب مع الطبيعة الفنية لمفتشي الوكالة , وقام المفتشون بزيارة عدة أماكن في الموقع وجمع عدد من العينات وطلب الوفد زيارة مواقع عسكرية أخري , وأصدرت الوكالة منذ نوفمبر 2008 عدة تقارير تضمنت معلومات واستنتاجات فنية أغلبها مأخوذ من تقارير المخابرات الأمريكية .
ويوضح دكتور أبو شادي أنه من خلال خبرته الفنية الطويلة فى نوع المفاعلات الكورية أدرك بسهولة الأخطاء الفنية العديدة في التقرير الأمريكي , وقال " وطلبت من المسؤولين بالوكالة بأن ترفض الوكالة التحقيق في هذا الاتهام لأنه ليس من المعقول أن أمريكا تنتظر كل هذه السنوات وتنتظر حتى تنتهي إسرائيل من تدمير المبني وإزالة سوريا للمبنى وبناء مبنى آخر وأن تقبل الوكالة بعد كل هذا التحقيق في الاتهام دون توضيح رسمي مقنع عن سبب عدم الابلاغ عن هذا المبني المزعوم من جانب أمريكا واسرائيل واستمرار الوكالة فى استكمال التحقيق وبأسلوب غير مفهوم .
والغريب – كما يقول د. أبو شادي – أنه على مدي الفترة الماضية فإن الوكالة لم تشر في أي من تقاريرها إلى تفاصيل هذه الشكوي المقدمة ومدي التناقض بينها وبين الشكوي المقدمة وبين تقرير المخابرات الأمريكية المعلن علي نطاق واسع , كما تفادت الوكالة ذكر مصادر معلوماتها خاصة في مجال صور الأقمار الصناعية والدول التي قدمت لها هذه المعلومات , واستمرار الوكالة في التحقيق في شكوي دول كبرى ضد أخري دون توضيح سبب تأخرها لسنوات يعطي الانطباع أن الوكالة هي إحدى مؤسسات هذه الدولة وتشكك في مدي حياديتها .
وقد فند دكتور أبو شادي التفاصيل الفنية لتقارير المخابرات الأمريكية الذي تم دعمه بعديد من الصور الفضائية والأرضية والنماذج التخيلية والفيديو المؤيد لوجهة نظر المخابرات في الإدعاء بأن المبني السوري هو مفاعل نووى , حيث أكد رئيس المخابرات الأمريكية هايدن أن المفاعل السوري مماثل في الحجم والتكنولوجيا لمفاعل كوريا الشمالية بيونج بيون , وأن المفاعل السوري قادر على إنتاج بلوتونيوم يكفي لتصنيع قنبلة نووية واحدة أو أثنين في العام .
وذكر دكتور أبو شادي أنه بعد أقل من يوم واحد من نشر تقرير المخابرات الأمريكية تقدم بتقريره الفني الأول إلي المسؤولين بالوكالة والذي وصلت فيه لاستحالة أن يكون هذا المبني مماثلا لمفاعل كوريا الشمالية وكذا أنه علي وشك التشغيل , وبسبب تخصصه الدقيق في هذا النوع من المفاعلات فقد طلب من المدير العام للوكالة اشراكه في وفد الوكالة الذي سيزور الموقع , لكن المدير العام أيضا رفض ذلك المطلب وتم تشكيل الوفد من ثلاثة أفراد غير متخصصين برئاسة نائب المدير العام للوكالة وهو نفس الشخص المعروف بتقاريره ضد ايران وكوريا الشمالية ومصر وغيرها , وطلبت الوكالة بزيارة ثلاثة مواقع عسكرية علي مسافة كبيرة تبعد مائة أو مائتي كليو متر وهي مسافة غير منطقية لإنشاء هذه المصانع والتي قد ترتبط بموقع أي مفاعل .
وأثناء الزيارة تم أخذ عينات للتحليل من الرمال المحيطة بالموقع وبعض بقايا المبني المدمر , وبالرغم من إعلان البرادعي – المدير العام للوكالة آنذاك – ان نتائج التحاليل سلبية لكنها فجأة تحولت لنتائج ايجابية وأثبتت وجود آثار جسيمات يورانيوم طبيعي " مُصنع " ولم توضح الوكالة معامل التحاليل وأماكن وجودها ومدي الدقة في تحليل هذه العينات , واستمرت الوكالة في تقريرها الثاني بترديد النقاط الفنية الخطأ وأضافت اليها الرد السوري علي وجود جزيئات يورانيوم في موقع " الكبر " حيث أشارت سوريا لإحتمال ان السبب هو القنابل الإسرائيلية التى دمرت المبني , ولم يوضح التقرير إذا كان الاتهام السوري يعني أن سبب اليورانيوم هو استخدام اسرائيل لقنابل اليورانيوم الثقيلة – للوصول لأعماق كبيرة – أو بقنابل عادية ولكن أضيف إليها جسيمات يورانيوم عن عمد , وقد أيدت الوكالة الرفض الإسرائيلي بعدم استخدامها لقنابل يورانيوم .
كما قام دكتور أبو شادي بتحليل حقيقة المشادة بين البرادعي والسفير الإسرائيلي عقب عرض التقرير الثالث للوكالة , حيث جاء في التقرير ان الوكالة أرسلت رسالة إلي إسرائيل تطلب منها تأكيد وأستكمال ما أعلنته اسرائيل من نفيها لمسؤولية وجود جسيمات اليورانيوم المكتشف في الموقع , وبالتالي تبدو هذه الفقرة محاولة لإظهار التوازن السطحي في التقرير فهو يطلب من سوريا طلبات في حين يطلب من إسرائيل طلبات هامشية , وتكرار الطلب من اسرائيل يبدو غريبا حيث إن الوكالة كان يجب أن تهتم أكثر بسؤال اسرائيل وأمريكا عن السبب الحقيقي في عدم إبلاغهم ولسنوات عديدة عن المفاعل المزعوم وسبب تدمير اسرائيل المبني بنفسها دون إعطاء الفرصة للوكالة والعالم من التأكد من حقيقة هذا الإدعاء , وتقل الدهشة – حسبما يؤكد د. يسري – عندما نري رد فعل السفير الاسرائيلي علي هذا الطلب واختلاقه لمشادة مع دكتور في 22 يونيو 2009 وهى المشادة التي بدت لعديد من المراقبين المحايدين والمتخصصين بأنها كانت مشادة مصطنعة ومرسومة لإظهار أن هناك تناقضا بين موقف الوكالة واسرائيل وأن الوكالة منحازة للجانب السوري وهو موقف تكرر من إسرائيل علي فترات مختلفة ربما أيضا لإبعاد الأنظار عن مواقفها الرافضة لإتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية .
وقدم دكتور أبو شادي تحليل فني دقيق مع مقارنات فنية بين التقرير الأمريكي وتقارير الوكالة وبين مفاعل كوريا الشمالية ولغز اختفاء صور الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية فى فترات مهمة من بناء المبني السوري أو تدميره .
وقد خلص دكتور أبو شادي في كتابه إلي أن المبني السوري المدمر لا يمكن أن يأوي مفاعلا مماثلا لمفاعل كوريا الشمالية ذا النوع الغازي الجرافيتي , ولا توجد في سوريا إمكانيات مادية عالية أو بنية بشرية وصناعية خبيرة للدخول في تصنيع مفاعل نووي مهم , وأن الإدعاء الأمريكي الإسرائيلي وكذا تقارير الوكالة المتفقة فنيا في أجزاء منها علي هذا الإدعاء بأنه وبحيادية فنية هو " ادعاء غير سليم " ويبدو أننا نشاهد أكذوبة جديدة من أكاذيب المخابرات الأمريكية والتي تنتظر الاعتراف بها من الجانب الأمريكي في أي وقت مثل ما حدث من قبل بالنسبة للعراق وايران وكوريا الشمالية .
ويتوقع دكتور أبو شادي أن يكون هذا المبني السوري الذي تم ضربه إما قاعدة لإطلاق صواريخ طويلة المدي مهجورة , أو منشأة كيماوية تحوي دروعا واقية غير متكاملة – وقد تكون لإنتاج أسلحة كيماوية حساسة – أو مصنع خلط خرسانة مهجور وهذه التوقعات هي الأقرب فنيا أن يكون التوقع الأول هو الأقرب للمنطق – قاعدة صواريخ – خاصة لوجود الجسم الاسطواني الخرساني المصمت الظاهر بعد ضرب المفاعل والسطح فوقه والذي يبدو مجرد سطح خفيف يفتح ويغلق عند الاحتياج .
وأشار إلي أنه ربما أخطأن اسرائيل الهدف وقامت بضرب موقع صواريخ مهجور ولمحاولة تفادي تسرب المعلومات عن الخطأ وأيضا لاستغلال الموقف كأداة ضغط سياسي ضد سوريا تم تأليف قصة المفاعل النووي هذه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية وباستغلال البعض في الوكالة للتأييد الفني لهذه الأكاذيب , وقد يبرر هذا الموقف السوري الذي التزم الصمت في فترات عديدة , وحتي الآن حيث إنها قد لا تريد أن تعطي معلومات بالخطأ الإسرائيلي .
وأنتهي الكتاب إلي وجود ثلاث احتمالات – سيناريوهات - للمستقبل القريب , الاحتمال الأول هو الأعتراف بالخطأ الأمريكي – الإسرائيلي عن المفاعل السورى المزعوم وهو أمر ليس بالجديد بالنسبة إلي المخابرات الأمريكية , والإحتمال الثاني الاستمرار في الإدعاء الأمريكي مع مساندة من الوكالة في هذه الحالة وحسب تفسير مدير عام الوكالة بأن أتفاقية الضمانات مع سوريا , تعطي الحق للوكالة في التفتيش علي أماكن مختلفة حتي لو كانت عسكرية , خاصة إذا وجدت مواد نووية غير معلن عنها , وفي هذه الحالة يتوقع رفض سوريا لهذا التفتيش مما يترتب عليه تحويل الملف السوري لمجلس الأمن لفرض عقوبات وهو الأمر الذي قد يؤدي للانسحاب السوري من اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في سيناريو مشابه لسيناريو كوريا الشمالية , وهذا الأحتمال الأقرب في الوقت الحالى .
أما الاحتمال الثالث فهو هو أن يديرالمدير العام الجديد " أمانو " الملف السوري بحيادية بما يؤدي إلى إغلاقه وهو احتمال قائم لكنه محدود , خاصة بعد استمرار الوكالة في تقاريرها الدورية المماثلة في عهد مديرها الجديد أسوة بالتقارير القديمة في عهد المدير السابق " البرادعي "
 
جبهة انقاذ الوطن العربى

0 التعليقات

ضع تعليق

Copyright 2010 جبهة انقاذ الوطن العربى Designed by الجبهه