gbha جبهة انقاذ الوطن العربى: أبو شادي لـ «الراي»: لا تصدقوا البرادعي فهو لا يملك «مواصفات الرئيس»

أبو شادي لـ «الراي»: لا تصدقوا البرادعي فهو لا يملك «مواصفات الرئيس»

كبير مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» حذّر المصريين من «زميله» وتحدث عن «تأييده» لأميركا وإسرائيل

أبو شادي لـ «الراي»: لا تصدقوا البرادعي فهو لا يملك «مواصفات الرئيس»




الدكتور يسري أبو شادي



القاهرة - من حنان عبدالهادي|

أكد كبير مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» سابقاً الدكتور يسري أبو شادي، المصري الجنسية، أنه عمل لأعوام طوال مع المدير العام السابق للوكالة الدكتور محمد البرادعي، الذي نُقل عنه رغبته في ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، وقال: «مواقفه لينة للغاية، وهي تتماشى مع المتطلبات الغربية، كما أن له تاريخاً ممتداً من التأييد الواضح لواشنطن وتل أبيب». وأضاف أبو شادي في حوار مع «الراي» بالقاهرة قبيل مغادرته إلى فيينا: «أحذر المصريين، فهو بعيد عن مصر منذ 35 عاماً، ولا يمتلك بتقديري مواصفات رئيس الجمهورية، فكيف يفكر في ترشيح نفسه في هذا التوقيت»! 
وتابع: «مشاكل الوكالة الدولية زادت في عهده، كما أنه لم يتعامل بحسم مع حرب العراق. كما وضع تقريراً كنت قد أعددته عن البرنامج النووي العراقي في الأدراج المغلقة».
وإلى نص الحوار:

• عملت لمدة 25 عاماً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع المدير العام السابق للوكالة الدكتور محمد البرادعي، وهو الآن يعلن نيته ترشيح نفسه لرئاسة مصر، فما الذي تعرفه عن دكتور البرادعي، خصوصاً أنه يأتي بأجندة قد تكون غربية لتطبيقها في مصر؟
- أعمل منذ 25 عاماً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أي في العام نفسه الذي عمل فيه دكتور البرادعي في الوكالة، إذ التحقنا في العام 1984 للعمل بالوكالة، والفرق فقط أنه حقوقي أي خريج كلية الحقوق، وأنا خريج كلية الهندسة النووية. فأنا كنت مهندساً فنياً نووياً في تصميم المفاعلات والمنشآت النووية، وهو كان حقوقياً وديبلوماسياً، وعلى مدى 25 عاماً تعاملنا مع بعضنا كثيراً في العمل.
وهناك أحداث كثيرة بيننا، ولن أقول التفاصيل الفنية الدقيقة، ولكن سأقول بعض النقاط العامة التي تفيد الحقيقة... والكلمة الأساسية التي أريد أن أقولها أنه يمكن بعض الناس في مصر ترى أن الأمور في حاجة إلى تغيير، لكن الخطأ هو لأنني أريد التغيير أبحث عن أي شخص وأعطي له التأييد بغض النظر عن التفكير بعقلي.
وهنا التناقض واضح في ترشيح البرادعي للرئاسة، فالذين قاموا بإعلان تأييد ترشيحه تجاهلوا حقائق عدة جداً كان لابد أن يفكروا فيها قبل أن يعلنوا موقفهم، خصوصاً مع الزيادة الواضحة في أجهزة إعلام المعارضة، وأن أي شخص يقول كلمة ضد البرادعي يكون موالياً لـ«الحزب الوطني» (الحاكم في مصر) أو تابعاً للسلطة.
ولكنني لست تابعاً لـ«الحزب الوطني»، وليس لدي أصدقاء في «الحزب الوطني» أو غيره، وحياتي كلها كانت مبنية على الأمور الفنية. والحقيقة أنا لست غاضباً من البرادعي، لكنني أتكلم الحقائق وليست تقديرات، وهناك جزء تقييمي لكنني أقوله كحقيقة.
هناك ملفات كثيرة كنت فيها طرفاً والبرادعي في طرف آخر، وسأحاول تلخيص رفضي لفكرة ترشيح الدكتور البرادعي لرئاسة مصر، وأتمنى أن يعي الشعب المصري ما أقوله.
• هل يعني ذلك أن الشعب المصري سيقع في منزلق إذا ما انساق إلى ما ينسج حول شخصية البرادعي؟ 
- النقطة التي أتساءل فيها مثل الكثيرين، وتلك التساؤلات عن انتماءات البرادعي نفسه، فالبرادعي قد سافر أميركا لأكثر من 35 عاماً، وحصل على الدكتوراه من هناك، وعمل في إحدى جامعاتها كمحاضر. وفي الوقت نفسه كان يعمل في الوفد الديبلوماسي المصري في الأمم المتحدة، وهو قال ذلك في بعض مذكراته وحدثت أشياء ما لا أعرفها ولا أريد استنتاجها. ونتيجة لذلك فإن الدكتور البرادعي التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية العام 1984 ودخل في منصب مهم نسبياً، وهو ممثلها في نيويورك، بعدها وبصورة سريعة بدأ يصعد إلى مناصب أعلى مدير الشؤون القانونية، ومدير العلاقات العامة ثم مساعد المدير العام للوكالة هنز بليكس.
وفي العام 1997 كان المفروض أن مصر أو الدول الأفريقية أو النامية يكون فيها المدير العام للوكالة، ورشحت مصر السفير الدكتور محمد شاكر وقتها، الذي حصل في الحقيقة على الغالبية في التصويت في مجلس المحافظين، لكن لم يحصل على غالبية الثلثين التي تسمح له الحصول على المنصب.
وفي هذا الوقت كانت مصر واضعة ثقلها على شاكر، وبعد ذلك حدث تغيير ما وأيدت الولايات المتحدة والغرب الدكتور البرادعي، بالإضافة إلى دول أخرى. لكن الذي كان لافتاً إلى النظر أنه في منصب حساس مثل مدير الوكالة، فإنه يرتبط بأشياء كثيرة متعلقة بالأمن، وعدم تأييد مصر في هذا المنصب يجب أن يوضع عليه مئة تساؤل.
• وماذا عن الدكتور البرادعي قبل أن يتولى إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ 
- دكتور البرادعي قبل هذه الأعوام كان محامياً شاطراً ضليعاً في تفسير القوانين، وفسر العديد من القوانين في مصلحة الغرب نعترف بهذا وهذه هي الأمور التي جذبت الغرب له.
ومثال على هذه التفسيرات قوله: «إن الوكالة من حقها أن تعمل تفتيشاً خاصاً بغض النظر عن التفتيش في أماكن عسكرية وبغض النظر عن موافقة الدولة أو ترحيبها بهذه الزيارة». وكان هذا الموقف الغريب هو الحقيقة التي جعلت دولة مثل كوريا الشمالية تضع البرادعي في القائمة السوداء لديها.
والخلاصة، أن هذا يعطي تفسيراً للتأييد الغربي والأميركي للدكتور البرادعي في التعيين وبعد ذلك هي مددت له مدة العمل في الوكالة، والمرة الثالثة كان فيها كلام كثير من أن أميركا رافضة.
وأتخيل أن ذلك كله كان «كلام جرايد»، فلم يحدث تصويت في المرة الثالثة حتى ترفض أميركا، وهي لم ترفض، لكن أميركا كان لها غرض معين، وأتخيل أنهم كانوا يريدون تعيين نائب له، وهذا النائب لعب دوراً سيئاً للغاية ونجحوا في هذا.
• وماذا عن مواقف البرادعي تجاه بعض القضايا الأخرى ومدى زيادة حدة المشكلات في عهده؟ 
- موقفه في إيران واضح أنه تغير تماماً، وجميع مواقفه الأخرى في مصر وسورية وغيرهما، وهذه هي مواقفه المتعددة. وفي النهاية عندما أقوم بعمل حصاد 12 عاماً لعمله بالوكالة نجد أن المشاكل زادت وكانت أكثر حدة في عهده، وتقارير الوكالة كلها تحولت إلى مصلحة أميركا والغرب. ومع الأسف فإن تقارير الوكالة تحولت إلى نسخة من تقارير المخابرات الغربية والأميركية تحديداً، وإذا شاهدنا بنود تقارير المخابرات الأميركية الفنية فنجد أنها موجودة في تقارير الوكالة أو ملخصات منها.
• ما المواقف التي سببت العديد من الأزمات وصيغت في مصلحة أميركا والغرب؟
- هذه المواقف بدأت من الموقف في أزمة العراق. رغم أننا كمفتشين للوكالة الدولية للطاقة، وكنت أحد المسؤولين في التفتيش على العراق. ففي العام 1998 أنهينا هذا التفتيش ووصلنا إلى قناعة أن العراق وصل برنامجه النووي إلى مرحلة الصفر، وأنه ليس هناك ما يبقى من أهمية لإعادة العراق لبرنامجه النووي العراقي من دون علمنا.
وقدمنا هذا التقرير إلى مجلس الأمن، وضغطنا فيه على البرادعي، كي يقدمه بهذا الشكل، لأن أميركا كانت ترفض أن نقدمه، وأنا ألوم البرادعي وهو لام نفسه بعد ذلك لأن ضميره وجعه في موضوع العراق أنه على مدى الأعوام لم يضغط أو يصرخ، لأنه يقول إن الكلام الذي نقدمه يساء استغلاله، وكنت أطالب أكثر من مرة أن يطلب من مجلس الأمن مناقشة التقرير العراقي، والتقرير الذي كتبناه وضع في الملفات التي لا تُفتح.
عندما جاء العام 2002 وجاء الرئيس الأميركي جورج بوش بأكاذيبه أن العراق أحيا البرنامج النووي وبرامجه كلها. كنا نعلم أن هذا الكلام كله أكاذيب وتقارير مخابرات كاذبة، وكان الرد في تقديري أن تكون الوكالة أكثر حزماً وليست ليونة. فالرد كان ليناً للغاية، وقال البرادعي: «نحن لم نجد أي دليل على صحة المخابرات الأميركية»، وهذا كان رداً لا بأس به، لكن كان لابد أن يكمل ويقول إن هذه المعلومات كلها خاطئة، لأنه في هذا التوقيت كان لابد أن يكون أكثر حزماً، ويقول ان الملف النووي العراقي انتهى تقريباً وتقرير المخابرات الأميركية خاطئ، وكان يستطيع ذلك.
لكنه قال: «نحن نريد ثلاثة أشهر أخرى، حتى نتأكد إذا كان هذا الملف أغلق أم لا». وأميركا استغلت الكلام الذي قاله لأن الوكالة نفسها لم تستطع أن تنفي أن العراق أعاد برنامجه النووي.
• كيف تفسر عدم نفيه لإعادة العراق لبرنامجه النووي، خصوصاً أنه كان في يديه أن يمنع الحرب الأميركية على العراق أو على الأقل يقول ما يمليه عليه الضمير الإنساني؟
- لنكن منطقيين الحرب كانت ستحدث، لكن كان هناك فرق كبير جداً إذا كان يقول الحقيقة وبحزم ويمنع استغلال أميركا للرد اللين الذي قاله وطريقته التي قالها ما أعطى الفرصة لأميركا أن تضيف سبباً آخر للحرب.
أنا لا ألومه أو أتهمه بأنه سبب الحرب حتى أكون منطقياً، لكنني ألومه أنه لم يأخذ موقفاً حازماً في هذا التوقيت ليبين فيه موقف الوكالة والحقائق الفنية، وهذا كان سيحرج أميركا وحلفاءها في الحرب العراقية.
• هل امتناع الدكتور البرادعي عن قول الحقيقة أو حجب جزء منها رغبة منه في الحفاظ على المنصب بقبول بعض الإملاءات الغربية والأميركي؟ 
- هو قال قبل ذلك إنه رجل ديبلوماسي يحاول أن يمسك العصا من المنتصف، لكن هناك تفاصيل أخرى يمكن أن يستنتجها الإنسان، فموقفه ضد إيران في الفترات الحديثة عندما بدأ كان موقفه معقولاً في إيران فلم يكن في إيران شيء مخالف يستطيع أن يمسكه عليها، وكان هناك تقرير وقتها العام «2003 2004» ضد إيران أنها كانت تحاول تطوير سلاحها النووي.
في هذا الوقت كان موقفه معقولاً، وهذه الفترة التي أخذ فيها الجائزة مناصفة مع الوكالة، لكن بعد ذلك لم نكن نعرف ماذا حدث ؟ منذ أعوام ثلاثة، أي منذ العام 2006، بدأ يقوم بتفسيرات قانونية، وهو بارع فيها، أمام العالم ويلوم إيران لأنها لم تبلغ عن المنشآت النووية الجديدة قبل أن تُبنى، وهو فسر ذلك بأن إيران رغماً عنها لابد أن تبلغ بذلك، لكنه رجل قانوني ويعلم أن إيران وقعت على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، لكن البرلمان الإيراني لم يصدق عليها، وهذا قانوناً كأنه لم يكن، فكيف يكون التقرير الأخير في الوكالة ضد إيران وكله لأجل هذه النقطة، والوكالة تتهم إيران بمخالفتها للاتفاقية لأنها لم تبلغ عن المنشآت؟ وفي الحقيقة التفسيرات هنا جاءت بالطريقة التي ترضي أميركا والغرب.
• في التقرير الأخير للوكالة الدولية كان هناك موقف مغاير وضد مصر التي ينتمي إليها البرادعي؟
- موقفه ضد مصر غريب، إذ قال التقرير: «هناك جزيئات وجدت من يورانيوم عالي التخصيب...». وكنت وقتها لا أزال في الوكالة. في الحقيقة وجهت لوماً للوكالة وله هو شخصياً، لأنه صدَّق على التقرير. وكان اللوم على أنه وضع هذه الفقرة ضد مصر لسبب بسيط، وهو يعرف وكلنا نعرف أن هناك مئات العينات التي نحللها كل عام، وهذه العينات سليمة وليس بها مشكلات، وتحليل العينات في غاية الضعف وليست وسيلة قوية، والوكالة مع الأسف مع المخابرات الأميركية استغلوها تجاه دول بعينها. فليس هناك دولة غربية مهمة ويحدث معها أن العينة لا تنطبق عليها الكلام الذي يقوله العامل في المنشأة، فلماذا لم يذكر هذه الدول وذكرت مصر فقط أو إيران أو سورية أو كوريا الشمالية؟ وجميع مشاكل البرادعي وجميع الأزمات التي عملتها الوكالة نجد أنها في دول الشرق الأوسط وإيران وكوريا الشمالية، وهذه الدول «اللي مش ماشية مع سياسة أميركا والغرب».
ورغم أن مصر علاقتها طيبة مع أميركا، لكن مصر تنادي دائماً بالحيادية مع إسرائيل... وإسرائيل لم توقّع، ومصر رفضت الاتفاقية الإضافية، ويمكن أن يكون ذلك أحد التفسيرات، فلماذا وضعوا تلك الفقرة؟
وقد طلبت من البرادعي أكثر من مرة أن يكون حذراً قبل أن يصدّق على التقرير، لكنه لم يستمع إليّ، وعندما خرج التقرير قامت أجهزة الإعلام بعمل دعاية قوية لها، خصوصاً إسرائيل وطلبت منه أن يبرر للشعب المصري، وحاولت التقليل من أهمية هذه الجزيئات وأنها لا تساوي شيئاً.
لكنه لم يقل شيئاً، وعندما كنت على وشك الخروج من الوكالة كان قلقاً مما سأقوله عندما أخرج من الوكالة، وكان يرسل إلي مدير الشؤون القانونية لديه فقلت له إن أحد الأشياء المتعلقة بمصر يا ليت البرادعي يقول لي: لماذا يفعل ذلك بمصر ويضع هذه الفقرات عنها وعن سورية؟
• هذا التقرير الكاذب وتصديق البرادعي عليه رغم معرفته بمدى كذب ما فيه عن سورية مثلاً، لماذا؟
- هناك علامات استفهام كبيرة عن موقفه من سورية، وموقفه من سورية من أكثر المواقف التي حدثت فيها خلافات شديدة بيننا، وأحزنني أنني كنت أتعامل فنياً في موضوع سورية وقيام إسرائيل بضرب منشأة ادعت أنها منشأة نووية سورية وقد نبهته بجميع الوسائل أنه أخذ قرارات دونما أن يعرف الجانب والجانب الآخر، ما يقوله الجانب الأميركي مع أعوانه في الوكالة والجانب الفني الذي كنت أطرحه ورفض البرادعي محاولاتي كلها حتى آخر لحظة. ودائماً كان قلقاً مما سأقوله، وقلت له موافق على أن أوقع على ورقة قانونية، بشرط أن أجلس وأتناقش فنياً مع الذين وضعوا التقرير، لكنه رفض لأن النقاط التي عندي من القوة التي لا يستطيع الرد عليها، لذا رفض.
• وماذا عن موقف البرادعي اللين تجاه إسرائيل؟ 
- دائماً هناك عدم توازن واضح جداً عن المنطقة وشعور كبير في منطقة الشرق الأوسط أنه كيف تكون هناك دولة واحدة تملك أسلحة نووية والآخرون لا يملكون. البرادعي كان مديراً للوكالة يستطيع التفتيش على جميع المنشآت الإسرائيلية، والبرادعي كان يلوم الدول العربية على التوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية.
والحقيقة أنا أقول إن هذه المعلومة خاطئة، وأنا على استعداد لمواجهته. فالبرادعي كان أكثر شخص يضغط على دول الشرق الأوسط على التوقيع على الاتفاقية واحترامها وأيضاً التوقيع على الاتفاقية الإضافية، والمفروض ألا يلوم هذه الدول، وهـــو الذي أجبرها على التوقيع.
لكنني أوجه له اللوم أنه كانت تخرج قرارات كل عام ومصر كانت تقدم قراراً للجمعية العامة ضد إسرائيل ولإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ولم يبت فيه البرادعي، وأخيراً حدث قرار وهذا للمرة الأولى يحدث من الجمعية العامة بالتفتيش على جميع المنشآت النووية الإسرائيلية، فلماذا لم يحاول أن يفعل شيئاً في هذا الدور؟
من الجائز أن أصدق أن إسرائيل لن توافق، لكنه كرجل مسؤول كان يجب عليه توضيح ذلك والتأكيد عليه، كما فعل مع إيران وكوريا الشمالية ومصر وسورية، فلماذا لم يقم بعمل تقرير يخرج من الوكالة أن هناك قراراً خارجاً من الجمعية العامة ولا تستطيع تنفيذه، وأن إسرائيل ترفض وحاول كشف العالم لذلك؟
• هل يملك تنفيذ قرارات الجمعية العامة كلها؟ 
- المفروض أنه يحاول تنفيذها، لكن إسرائيل بالتأكيد لن توافق، وألومه لأن تقاريره السنوية التي تخرج ليس فيها شيء عن إسرائيل في التفتيش والأمان النووي، وفقط يذكرها وكأنها دولة قامت الوكالة بالتفتيش على منشأتين ليست لهما أهمية، أما الباقي فلا يظهره. وفي مرة ذهب البرادعي إلى إسرائيل وقابل رئيس وزرائها السابق آرييل شارون، ومن الواضح أنها زيارة بها فقط ابتسامات وتصوير، وقال إنه مر على ديمونة ولا أعلم كيف!
وفي اليوم نفسه وصلني اتصال من تل أبيب من بعض الصحافيين الأجانب في إسرائيل، وكانوا يقولون إن شارون يتساءل: لماذا جاء البرادعي لإسرائيل، فهل تعرف شيئاً؟ وقلت لهم عندما يأتي أسأله.
• لماذا ترفض ترشيح البرادعي كرئيس لمصر؟ 
- البرادعي عاش أكثر من 35 عاماً في أميركا والغرب بعيداً عن مصر وبعيداً عن مشاكل مصر. هل هذه الشخصية المناسبة لتولي حكم دولة كبيرة مثل مصر بمشاكل عدة؟ ما هي خبرته لكي يحكم دولة مثل مصر بجميع مشاكلها؟
والشيء الآخر أن البرادعي شخصية ديبلوماسية، والناس تخلط بين السياسي والديبلوماسي، وغالبية القرارات التي أصدرها البرادعي كانت لمصلحة الغرب لأنه كان يستطيع إقناع الدول النامية لتسير القرارات التي يريدها الغرب، وهو يجيد ذلك.
أما السياسي فهو الإنسان الذي مارس السياسة من خلال مجتمع حقيقي وليس منظمة أمم متحدة، فنحن داخل الأمم المتحدة ليس أمامنا مشاكل دولة مثل مصر، وهذه ليست مواصفات واحد يحكم دولة.
وهناك نقطة كنت أتضايق من البرادعي فيها أنه لا يتحدث في كثير من الموضوعات بلغة واحدة، وأعتقد أن الكثير فطن لهذا في الأزمات، وعندما كانت هناك أزمة إيران وسورية والكلام عن مصر فإنه عندما كان يذهب إلى تلك الدول كان يتحدث بلغة أن تلك الأمور سهلة وليس بها مشكلة، لكن عندما يعود إلى فيينا أو يسافر إلى أميركا يكون هناك وجها آخر.
ففي جميع تقاريره لا تزال سورية متهمة، ويقول إن سورية كانت تقوم بعمل مفاعل وأن تقرير المخابرات الأميركية يبدو أنه سليم. وعندما قالت سورية إنه من المحتمل أن إسرائيل قد ضربت الموقع باليورانيوم المخصب، قال إن التقرير الإسرائيلي «يبدو أنه سليم». ولكن من أين عرف أن إسرائيل ضربت أم لا من دون أن يحقق في الأمر، لكنه بسرعة يؤيد أميركا أو إسرائيل وبلغته الديبلوماسية يقول إنه لم يتهم، لكنه كتب ذلك في التقرير.
وأنا أنبه المصريين أن يحذروا، هل هو ذلك الشخص الذي يمكن أن يثق به فيمكن أن يعطي وعوداً، وبعد ذلك تعال حاسبه سيتحدث معك بلغة مختلفة، وهذا ما رأيناه طوال الأعوام الماضية. 
• برأيكم لماذا طلب البرادعي في هذا الوقت ترشيح نفسه لرئاسة مصر؟ 
- الذي شجعه أن بعض الأحزاب محدودة التأثير رأت فيه مرشحاً عالمياً، ومن هنا كان هناك بعض المؤيدين الذين قالوا له إنه من الممكن أن يكون مرشحاً جيداً للرئاسة، وبدأ يصدق هذا الأمر، وأعطى له بعض الناس من الطوائف المعارضة صورة عن أن قطاعاً كبيراً يؤيده.
والبرادعي تناسى أن الشعب ستصله الحقيقة، وأن من يقول نعم للبرادعي قطاع محدود، كما أن مفهوم التوكيل عملية غريبة جداً لتغير الدستور، وكلامه عن تغيير الدستور ليس كلامه، لكن غالبية الناس في مصر وأحزاب المعارضة يقولون ذلك، لكنه أخذ الموجة وقال يمكن، لأن صوته مسموع قليلاً ولأنه متخصص في القوانين.
جبهة انقاذ الوطن العربى

0 التعليقات

ضع تعليق

Copyright 2010 جبهة انقاذ الوطن العربى Designed by الجبهه