gbha جبهة انقاذ الوطن العربى: استعمال العنف والوسائل المرذولة لتحقيق غايات الماسون

استعمال العنف والوسائل المرذولة لتحقيق غايات الماسون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض



في البروتوكول الحادي عشر (ص 158): "إنه ليلزمنا منذ اللحظة الأولى لإعلانه - أي: الدستور الجديد - بينما الناس لا يزالون يتألمون من آثار التغيير المفاجئ وهم في حالة فزع وبلبلة أن يعرفوا أننا بلغنا من عِظَم القوة والصلابة والامتلاء بالعنف أفقًا لن ننظر فيه إلى مصالحهم نظرة احترام، نريد منهم أن يفهموا أننا لا نتنكر لآرائهم ورغباتهم فحسب، بل سنكون مستعدِّين في كل زمان وفي كل مكان لأن نخنق بيَدٍ جبارة أيَّ عبارة أو إشارة إلى المعارضة.

سنريد من الناس أن يفهموا أننا استحوذنا على كل شيء أردناه، وأننا لن نسمح لهم في أيِّ حال من الأحوال أن يشركونا في سلطتنا، وعندئذ سيُغْمِضون عيونهم عن أي شيء بدافع الخوف وسينظرون في صبر تطورات أبعد.

إن الأمميين - غير اليهود - كقطيع من الغنم وإننا الذئاب، فهل تعلمون ما تفعل الغنم حينما تنفذ الذئاب إلى الحظيرة؟ إنها لتغمض عيونها عن كل شيء، وإلى هذا المصير سيدفعون، فسنعدهم بأننا سنعيد إليهم حرياتهم بعد التخلص من أعداء العالم واضطرار كل الطوائف إلى الخضوع، ولست في حاجة مُلِحَّة إلى أن أخبركم إلى متى سيطول بهم الانتظار حتى ترجع إليهم حرياتهم الضائعة.

أيُّ سبب أغرانا بابتداع سياستا وبتلقين الأمميين إياها؟ لقد أوحينا إلى الأمميين هذه السياسة دون أن ندعهم يدركون مغزاها الخفي، وما أحفزنا على هذا الطريق إلا عجزنا ونحن جنس مشتَّت عن الوصول إلى غرضنا بالطرق المستقيمة بل بالمراوغة فحسب؟ هذا هو السبب الصحيح والأصل في تنظيمنا للماسونية التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين، ولذلك لا يرتابون في مقاصدها.

لقد أوقعناهم في كتلة محافلنا التي لا تبدو شيئًا أكثر من ماسونية؛ كي نذر الرماد في عيون رفقائهم.

من رحمة الله أن شعبه المختار مشتَّت، وهذا التشتُّت الذي يبدو ضعفًا فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا التي وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية.

وفي البروتوكول السابع (ص 141): "وبإيجاز؛ من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات الأممية في أوروبا، سوف نبيِّن قوَّتنا لواحدة منها متوسِّلين بجرائم العنف وذلك هو ما يقال له: حكم الإرهاب، وإذا اتفقوا جميعًا ضدنا فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية".

وفي البروتوكول التاسع (ص 145- 147): "إن لنا طموحًا لا يُحَدُّ، وشرَهًا لا يشبع، ونقمة لا ترحم، وبغضاء لا تحس، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى، وإننا نسخِّر في خدمتنا أناسًا من جميع المذاهب والأحزاب، من رجال يرغبون في إعادة الملكيات واشتراكيين وشيوعيين وحالمين بكل أنواع الطوبيات، ولقد وضعناهم جميعًا تحت السُّرُج وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقي من السلطة، ويحاول أن يحطم كل القوانين القائمة، وبهذا التدبير تتعذب الحكومات وتصرخ طلبًا للراحة، ونستعد ومن أجل السلام لتقديم أي تضحية ولكننا لن نمنحهم أي سلام حتى يعترفوا في ضراعة بحكومتنا الدولية العليا".

وفي البروتوكول التاسع (ص 147): "ومما يختلف فيه أن تستطيع الأمم النهوض بأسلحتها ضدَّنا إذا اكتشفت خططنا قبل الأوان، وتلافيًا لهذا نستطيع أن نعتمد على القذف في ميدان العمل بقوة رهيبة سوف تملأ أيضًا قلوب أشجع الرجال هولاً ورعبًا، وعندئذ ستقام في كل المدن الخطوط الحديدية المختصَّة بالعواصم والطرقات الممتدَّة تحت الأرض، ومن هذه الأنفاق الخفية سنفجر وننسف كل مدن العالم ومعها أنظمتها وسجلاتها جميعًا".

وفي البروتوكول الرابع عشر (ص 170): "إن تغييرات الحكومة العقيمة التي أغرينا الأمميين بها متوسِّلين بذلك إلى تقويض صرح دولتهم، ستكون في ذلك الوقت قد أضجرت الأمم تمامًا إلى حد أنها ستفضل مقاسة أي شيء منها؛ خوفًا من أن تعود إلى العناء والخيبة اللذين تمضي الأمم خلالها فيما لو عاد الحكم السابق".

جاء في البروتوكول الأول (ص 111- 119): "وإذًا فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب لا بالمناقشات الأكاديمية.

كل إنسان يسعى إلى القوة، وكل واحد يريد أن يصير دكتاتورًا على أن يكون ذلك في استطاعته، وما أندر من لا ينزعون إلى إهدار مصالح غيرهم توصُّلاً إلى أغراضهم الشخصية.

ماذا كبَح الوحوش المفترسة التي نسميها الناس عن الافتراس؟ وماذا أحكمها حتى الآن؟ لقد خضعوا في الطور الأول من الحياة الاجتماعية للقوة الوحشية العمياء، ثم خضعوا للقانون، وما القانون في الحقيقة إلا هذه القوة ذاتها مقنَّعة فحسب، وهذا يؤدي بنا إلى تقدير أن قانون الطبيعة هو: الحق يكمُن في القوة، إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شيء، والحاكم المقيَّد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه، لا بُدَّ لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء؛ فإن الشمائل الإنسانية العظيمة من الإخلاص والأمانة تصير رذائل في السياسة، وإنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم مما يبلغه ألدُّ الخصوم، هذه الصفات لا بُدَّ أن تكون هي خصال البلاد الأممية - غير اليهودية - ولكننا غير مضطرين إلى أن نقتدي بهم على الدوام.

إن حقنا يكمن في القوة، وكلمة الحق فكرة مجردة قائمة على غير أساس، فهي كلمة لا تدل على أكثر من (أعطني ما أريد لتمكنني من أن أبرهن لك على أني أقوى منك).

أين يبدأ الحق وأين ينتهي؟ أي دولة يساء تنظيم قوتها وتنتكس فيها هيبة القانون، وتصير شخصية الحاكم بَتْراء عقيمة من جرَّاء الاعتداءات التحرُّرية المستمرَّة، فإني أتخذ لنفسي فيها خطًّا جديدًا للهجوم، مستفيدًا بحق القوة لتحطيم كيان القواعد والنظم القائمة، والإمساك بالقوانين وإعادة تنظيم الهيئات جميعًا.

وبذلك أصير دكتاتورًا على أولئك الذين تخلوا بمحض رغبتهم عن قوتهم وأنعموا بها علينا.

وفي هذه الأحوال الحاضرة المضطربة لقوى المجتمع ستكون قوتنا أشد من أي قوة أخرى؛ لأنها ستكون مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغًا لا تستطيع معه أن تنسفها أي خطة ماكرة.

ومن خلال الفساد الحالي الذي نلجأ إليه مكرهين سنظهر فائدة حكم حازم يعيد إلى بناء الحياة الطبيعية نظامه الذي حطمته التحررية.

إن الغاية تبرر الوسيلة وعلينا ونحن نضع خططنا أن لا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.

وبين أيدينا خطة عليها خط استراتيجي موضَّح وما كنا لننحرف عن هذا الخط إلا كنا ماضين في تحطيم عمل قرون.

هل في وسع الجمهور أن يميز بهدوء ودون ما تحاسد؛ كي يدبر أمور الدولة التي يجب أن لا تقحم معها الأهواء الشخصية؟ وهل يستطيع أن يكون وقاية ضد عدو أجنبي؟ هذا محال.

إن خطة مجزَّأة أجزاء كثيرة بعدد ما في أفراد الجمهور من عقول لهي خطة ضائعة القيمة، فهي لذلك غير معقولة ولا قابلة للتنفيذ.

إن الأوتوقراطي وحده هو الذي يستطيع أن يرسم خططًا واسعة، وأن يعهد بجزء معين لكل عضو في بنية الجهاز الحكومي، ومن هنا نستنبط أن ما يحقق سعادة البلاد هو أن تكون حكومتها في قبضة شخص واحد مسؤول، وبغير الاستبداد المطلق لا يمكن أن تقوم حضارة؛ لأن الحضارة لا يمكن أن تروج وتزدهر إلا تحت رعاية الحاكم كائنًا من كان لا بين أيدي الجماهير.

إن الجمهور بربري وتصرُّفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرعاع الحرية حتى يمسخوها فوضى، والفوضى في ذاتها قمة البربرية.

يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة.

إن القوة المحضة هي المنتصرة في السياسة وبخاصة إذا كانت مقنعة بالألمعية اللازمة لرجال الدولة.

يجب أن يكون العنف هو الأساس، ويتحتم أن يكون ماكرًا خدَّاعًا حكم تلك الحكومات التي تأبى أن تداس تيجانها تحت أقدام وكلاء قوة جديدة.

إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير، ولذلك يتحتم أن لا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.

وفي السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة.

إن دولتنا - متبعة طريق الفتوح السلمية - لها الحق في أن تستبدل بأهوال الحرب أحكام الإعدام وهي أقل ظهورًا وأكثر تأثيرًا، وأنها لضرورة لتعزيز الفزع الذي يولد الطاعة العمياء، إن العنف الحقود وحده هو العامل الرئيس في قوة العدالة، فيجب أن نتمسك بخطة العنف والخديعة، لا من أجل المصلحة فحسب بل من أجل الواجب والنصر أيضًا.

إن مبادئنا في مثل قوة وسائلنا التي نعدها لتنفيذها وسوف ننتصر ونستعبد الحكومات جميعًا تحت حكومتنا العليا، لا بهذه الوسائل فحسب بل بصرامة عقائدنا أيضًا، وحسبنا أن يعرف عنا أننا صارمون في كبح كل تمرد".

وفي البروتوكول السابع (ص 140): "ويجب علينا أن نكون مستعدِّين لمقابلة كل معارضة بإعلان الحرب على ما يجاورنا من بلاد تلك الدولة التي تجرؤ على الوقوف في طريقنا، ولكن إذا ما غدر هؤلاء الجيران فقرَّروا الاتحاد ضدَّنا فالواجب علينا أن نجيب على ذلك بخلق حرب عالمية".

وفي البروتوكول الثالث (ص 124- 125): "أستطيع اليوم أن أؤكد لكم أننا على مدى خطوات قليلة من هدفنا، ولم تبقَ إلا مسافة قصيرة كي تتم الأفعى الرمزية - شعار شعبنا - دورتها، وحينما تغلق هذه الدائرة ستكون كل دول أوربا محصورة فيها بأغلال لا تكسر.

إن كل الموازين البنائية القائمة ستنهار سريعًا؛ لأننا على الدوام نفقدها توازنها كي نبليها بسرعة أكثر ونمحق كفايتها".

وفي (ص 112) من البروتوكول الأول: "وسواء أنهكت الدول الهزات الداخلية أم أسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي، فإنها في كلتا الحالتين تُعَدُّ قد خربت نهائيًّا كل الخراب وستقع في قبضتنا، وأن الاستبداد المالي - والمال كله في أيدينا - سيمد إلى الدولة عودًا لا مفر لها من التعلق به؛ لأنها إذا لم تفعل ذلك ستغرق في اللجَّة لا محالة".

وفي البروتوكول الثالث (ص 125): "لقد مسخ الثرثارون الوقحاء المجالس البرلمانية والإدارية مجالس جدلية، والصحفيون الجريئون وكتَّاب النشرات الجسورون يهاجمون القوى الإدارية هجومًا مستمرًّا، وسوف يهيئ سوء استعمال السلطة تفتت كل الهيئات لا محالة، وسينهار كل شيء صريحًا تحت ضربات الشعب الهائج.

إننا نقصد أن نظهر كما لو كنَّا المحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقات جيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين، ونحن على الدوام نتبنى الشيوعية ونحتضنها، متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعًا لمبدأ الأخوَّة والمصلحة العامة للإنسانية، وهذا ما تبشِّر به الماسونية الاجتماعية.

ونحن نحكم الطوائف باستغلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤجِّجها الضيق والفقر، وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيدًا كل مَن يصدوننا عن سبيلنا.

وحينما يأتي أوان تتويج حاكمنا العالمي سنتمسَّك بهذه الوسائل نفسها؛ أي: نستغل الغوغاء؛ كيما نحطم كل شيء قد يثبت أنه عقبة في طريقنا".

وفي البروتوكول الثالث عشر ص ( 167- 168): "ولكي نذهل الناس المضعضعين - كذا - عن مناقشة المسائل السياسية نمدهم بمشكلات جديدة؛ أي: بمشكلات الصناعة والتجارة، ولنتركهم يثورون على هذه المسائل كما يشتهون، إنما نوافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطًا سياسيًّا إذا أعطيناها ملاهي جديدة؛ أي: التجارة التي نحاول أن نجعلها تعتقد أنها أيضًا مسألة سياسية، ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسات؛ كي نضمن تأييدها في معركتنا ضدَّ الحكومات الأممية، ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أيَّ خطر عمل جديد، سنلهيها أيضًا بأنواع شتَّى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة، وهلم جرًّا.

وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتَّى في كل أنواع المشروعات؛ كالفن، والرياضة، وما إليهما، هذه المُتَع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتمًا عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحالما يفقد الشعب تدريجيًّا نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعًا معنا؛ لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين سيكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة.

وهذه الخطوط سنقدِّمها متوسِّلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، إن دور المثاليين المتحرِّرين ينتهي حالما يعترف بحكومتنا، وسيؤدُّون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت".

وفي البروتوكول الثامن عشر (ص 190): "يجب أن نعرف أننا دمَّرنا هيبة الأمميين الحاكمين متوسِّلين بعدد من الاغتيالات الفردية التي أنجزها وكلاؤنا، وهم خرفان قطيعنا العميان الذين يمكن بسهولة إغراؤهم بأي جريمة ما دامت هذه الجريمة ذات طابع سياسي.

إننا سنكْرِه الحاكمين على الاعتراف بضعفهم بأن يتَّخذوا علانية إجراءات بوليسية خاصة، وبهذا سنزعزع هيبة سلطاتهم الخاصة.

وإن ملكنا سيكون محميًّا بحرس سرِّي جدًّا؛ إذ لن نسمح لإنسان أن يظن أن تقوم ضدَّ حاكمًا مؤامرةٌ لا يستطيع هو شخصيًّا أن يدمرها فيضطر خائفًا إلى إخفاء نفسه منها، فإذا سمحنا بقيام هذه الفكرة - كما هي سائدة بين الأمميين - فإننا بهذا سنوقع صكَّ الموت لملكنا إن لم يكن موته هو نفسه فموت دولته، وبالملاحظة الدقيقة للمظاهر سيستخدم ملكنا سلطته لمصلحة الأمة فحسب لا لمصلحته هو ولا لمصلحة دولته، وبالتزام مثل هذا الأدب سيمجِّده رعاياه ويفْدونه بأنفسهم، إنهم سيقدِّسون سلطة الملك مدرِكين أن سعادة الأمة منوطة بهذه السلطة؛ لأنها عماد النظام العام، إن حراسة الملك جهارًا تساوي الاعتراف بضعف قوته".

وفي البروتوكول التاسع عشر (ص 194): "ولكي ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين؛ بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والأنواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين، وعندئذ سينظر الرأي العام عقليًّا إلى الجرائم السياسية في الضوء ذاته الذي ينظر فيه إلى الجرائم العادية بلا تفريق، وقد بذلنا أقصى جهدنا لصدِّ الأمميين على اختيار هذا المنهج الفريد في معاملة الجرائم السياسية، ولكي نصل إلى هذه الغاية استخدمنا الصحافة والخطابة العامة وكتب التاريخ المدرسية الممحَّصة بمهارة، وأوحينا إليهم بفكرة أن القاتل السياسي شهيد؛ لأنه مات من أجل فكرة السعادة الإنسانية، وأن مثل هذا الإعلان قد ضاعف عدد المتمرِّدين وانتفعت طبقات وكلائنا بآلاف من الأمميين".

وفي البروتوكول الثامن (ص 142- 143): "إننا سنحيط حكومتنا بجيش كامل من الاقتصاديين، وهذا هو السبب في أن علم الاقتصاد هو الموضوع الرئيس الذي يعلمه اليهود، وسنكون محاطين بألوف من رجال البنوك وأصحاب الصناعات وأصحاب الملايين، وأمرهم لا يزال أعظم قدرًا؛ إذ الواقع أن كل شيء سوف يقرِّره المال، وما دام ملء المناصب الحكومية بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون بعدُ، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم وأخلاقهم؛ كي تقف مخازيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم، وكذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين إذا عصوا أوامرنا توقَّعوا المحاكمة والسجن، والغرض من كل هذا أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذي تنفث صدورهم به".

وفي البروتوكول العاشر (ص 151): "لقد اعتاد الرعاع أن يصغوا إلينا، نحن الذين نعطيهم المال لقاء سمعهم وطاعتهم، وبهذه الوسائل سنخلق قوة عمياء إلى حد أنها لن تستطيع أبدًا أن تتَّخذ أي قرار دون إرشاد وكلائنا الذين نصبناهم لغرض قيادتها".

وفي البروتوكول العشرين (ص 194- 203): "حين نصل إلى السلطة فإن حكومتنا الأوتقراطية - من أجل مصلحتها الذاتية - ستتجنب فرض ضرائب ثقيلة على الجمهور، وستتذكر دائمًا ذلك الدور الذي ينبغي أن تلعبه، وأعني به دور الحامي الأبوي.

ولكن ما دام تنظيم الحكومة سيتطلب كميات كبيرة من المال فمن الضروري أن تتهيَّأ الوسائل اللازمة للحصول عليه.

ولذلك يجب أن نحاول بحرص عظيم بحث هذه المسألة، وأن نرى أن عبء الضرائب موزع بالقسط.

ومن هنا سيكون فرض ضرائب تصاعدية على الأملاك هو خير الوسائل لمواجهة التكاليف الحكومية، وهكذا تدفع الضرائب دون أن ترهق الناس ودون أن يفلسوا، وأن الكمية التي ستفرض عليها الضريبة ستتوقَّف على كل ملكية فردية.

ويجب أن يفهم الأغنياء أن واجبهم هو التخلِّي للحكومة عن جانب من ثروتهم الزائدة؛ لأن الحكومة تضمن لهم تأمين حيازة ما يتبقَّى من أملاكهم وتمنحهم حق كسب المال بوسائل نزيهة، وأنا أقول نزيهة؛ لأن إدارة الأملاك ستمنع السرقة على أسس قانونية، هذا الإصلاح الاجتماعي يجب أن يكون في طليعة برنامجنا كما أنه الضمان الأساسي للسلام فلا يحتمل التأخير لذلك، إن فرض الضرائب على الفقراء هو أصل كل الثورات وهو يعود دائمًا بخسارة كبيرة على الحكومة، وحين تحاول الحكومة زيادة المال على الفقراء تفقد فرصة الحصول عليه من الأغنياء.

إن الضرائب التصاعدية على نصيب الفرد ستجبي دخلاً أكبر من نظام الضرائب الحاضر (1901م) الذي يستوي فيه كل الناس، وهذا النظام في الوقت الحاضر ضروري لنا؛ لأنه يخلق النقمة والسخط بين الأمميين"[1].

"إن قوة ملكنا ستقوم أساسًا على حقيقة أنه سيكون ضمانًا للتوازن الدولي والسلام الدائم للعالم، وسيكون على رؤوس الأموال أن تتخلَّى عن ثروتها؛ لتحفظ الحكومة في نشاطها.

إن النفقات الحكومية يجب أن يدفعها مَن هم أقدر على دفعها، ومَن يمكن أن تزاد عليهم الأموال.

مثل هذا الإجراء سيوقف الحقد من جانب الطبقات الفقيرة على الأغنياء الذين سيعتدون الدِّعامة المالية الضرورية للحكومة، وسترى هذه الطبقات أن الأغنياء هم جماعة السلام والسعادة العامة؛ لأن الطبقات الفقيرة ستفهم أن الأغنياء ينفقون على وسائل إعدادها للمنافع الاجتماعية.

إن الدولة لا بُدَّ لها من أن تحتفظ في الاحتياطي بمقدار معين من رأس المال، وإذا زاد الدخل من الضرائب على هذا المبلغ المحدود فستُرَدُّ الدخول الفائضة إلى التداول، وهذه المبالغ الفائضة ستُنْفَق على تنظيم أنواع شتَّى من الأعمال العامة.

وسيوكل توجيه هذه الأعمال إلى هيئة حكومية، وبذلك ستكون مصالح الطبقات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمصالح الحكومة ومصالح ملكهم، وسيرصد كذلك جزء من المال الفائض للمكافآت على الاختراعات والإنتاجات.

ومن ألزم الضروريات عدم السماح للعملة بأن توضع دون نشاط في بنك الدولة إذا جاوزت مبلغًا معينًا ربما يكون القصد منه غرضًا خاصًّا؛ إذ إن العملة وجدت للتداول وأي تكديس للمال ذو أثر حيوي في أمور الدولة على الدوام؛ لأن المال يعمل عمل الزيت في جهاز الدولة، فلو صار الزيت عائقًا إذًا لتوقف عمل الجهاز.

وما وقع من جرَّاء استبدال السنَدات بجزء كبير من العملة قد خلق الآن تضخُّمًا يشبه ما وصفناه تمامًا، ونتائج هذه الواقعة قد صارت واضحة وضوحًا كافيًا.

إن الأزمات الاقتصادية التي دبَّرناها بنجاح باهر في البلاد الأممية قد أنجزت عن طريق سحب العملة من التداول، فتراكمت ثرَوات ضخمة، وسحب المال من الحكومة التي اضطرت بدورها إلى الاستنجاد بملاَّك هذه الثروات لإصدار قروض، ولقد وضعت هذه القروض على الحكومات أعباء ثقيلة اضطرتها إلى دفع فوائد المال المقترض مكبلة بذلك أيديها.

والعملة المتداولة في الوقت الحاضر لا تستطيع أن تفي بمطالب الطبقات العاملة؛ إذ ليست كافية للإحاطة بهم وإرضائهم جميعًا.

إن إصدار العملة يجب أن يساير نمو السكان، ويجب أن يعد الأطفال مستهلكي عملة منذ أول يوم يولدون فيه، وإن تنقيح العملة حينًا فحينًا مسألة حيوية للعالم أجمع، وأظنكم تعرفون أن العملة الذهبية كانت الدمار للدول التي سارت عليها؛ لأنها لم تستطع أن تفي بمطالب السكان، ولأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها وسحبها من التداول.

إن حكومتنا ستكون لها عملة قائمة على قوة العمل في البلاد وستكون من الورق أو حتى من الخشب، وسنصدر عملة كافية لكل فرد من رعايانا مضيفين إليه المقدار عند ميلاد كل طفل ومنقصين عند وفاة كل شخص.

إن كل قرض ليبرهن على ضعف الحكومة وخيبتها في فهْم حقوقها التي لها، وكل دين كأنه سيف (داميوكليز) يعلق على رؤوس الحاكمين الذين يأتون إلى أصحاب البنوك منا وقبعاتهم في أيديهم بدلاً من دفع مبالغ معينة مباشرة عن الأمة بطريقة الضرائب الوقتية.

إن القروض الخارجية مثل العلق الذي لا يمكن فصله من جسم الحكومة حتى يقع من تلقاء نفسه، أو حتى تتدبَّر الحكومة كي تطرحه عنها، ولكن حكومات الأمميين لا ترغب في أن تطرح عنها هذا العلق بل هي على عكس ذلك؛ فإنها تزيد عدده وبعد ذلك كتب على دولتهم أن تموت قصاصًا من نفسها بفقد الدم، فماذا يكون القرض الخارجي إلا أنه علقة؟

وقد اكتفى الأغنياء - طالما كانت القروض داخلية - بأن ينقلوا المال من أكياس الفقراء إلى أكياس الأغنياء، ولكن بعد أن رشَونا أناسًا لازمين لاستبدال القروض الخارجية بالقروض الداخلية تدفَّقت كل ثروة الدول إلى خزائننا، وبدأ كل الأمميين يدفعون لنا مالاً يقل عن الخراج المطلوب.

والحكام الأمميون من جرَّاء إهمالهم أو بسبب فساد وزرائهم أو جهلهم قد جرُّوا بلادهم إلى الاستدانة من بنوكنا، حتى إنهم لا يستطيعون تأدية هذه الديون، ويجب أن تدركوا ما كان يتحتم علينا أن نعانيه من الآلام لكي تتهيَّأ الأمور على هذه الصورة.

إن ملوك الأمميين الذين ساعدناهم كي نغريهم بالتخلي عن واجباتهم في الحكومة بوسائل الوكالات (عن الأمة) والولائم والأبهة والملاهي الأخرى - هؤلاء الملوك لم يكونوا إلا حُجُبًا لإخفاء مكايدنا ودسائسنا".

قال الماسوني (كلافل) في كتابه "تاريخ الماسونية": "إن أراد إخوتنا الماسون أن ينظموا أحدًا في شيعتنا الماسونية فليصِفُوها لهم وصفًا شائعًا قائلين لهم: إنها جمعية خيرية غايتها الترقِّي، وإن أعضاءها إخوة يعيشون بالوداد والمساواة، وإن الماسوني وطنه المعمورة كلها؛ فليس مكان في العالم إلا ويلقى أخوة يتسابقون في إكرامه ومساعدته لدى معرفتهم أنه من شركتهم، وبمجرَّد استعماله للشعار السرِّي والمصافحات الجارية في العائلة الماسونية.
وإن رأوا أحدًا يحب الفضول ويتوق إلى معرفة الأسرار فليقولوا له: إن في الماسونية أسرارًا لا يعرفها غيرهم.
وإن عثروا على رجل يطلب رفاهية الحياة، فليذكروا له أن في الماسونية مآدب متواترة يرشفون فيها بنت الحان، ويأكلون المآكل الطيبة؛ توثيقًا لعروة الحب والمؤاخاة.
وإن كان المقصود إدخالهم في الماسونية من أهل الصناعة والتجارة، فليُثْبِتوا لهم أن الشركة الماسونية تفيدهم في أرباحهم وتوسع نطاق أعمالهم وتنمي عدد زبائنهم، وقِسْ على ذلك بقية الناس.
فعلى الماسوني أن يقدم لكل واحد من الأدلة الموافقة لحالته وحرفته وعقله وميوله، فيجذبه بما هو أَوْفَق لمقتضى الأحوال".

وكان في الكتاب منشور لأحد أئمة الماسون مرسل سرًّا لرؤساء المحافل الماسونية، فقرأت فيه ما تعريبه الحرفي:
"عليكم بالشبيبة؛ فلا تدخروا وسعًا لكي تجتذبوها إلى جماعتنا الماسونية بطريقة خفية لا يشعر بها الشباب؛ لئلا ينفروا عنا[2].

وفي كتاب "السر المصون في شريعة الفرمسون" (ص 311- 312): "وممن شهدوا على سوء حالة الماسونية السورية (جناب نعوم مكرزل) صاحب "جريدة الهدى" في عدديه الصادرين في 24 نيسان و17 أيار سنة 1911م فاسمع واحكم.

قال في عدد نيسان: الماسونية السورية أضرُّ وأشرُّ هيئة عمومية أوجدها الاقتداء والجهل والتواطؤ.
• في الماسونية السورية المجرم والمتشرد والبطال.
• في الماسونية السورية مزوِّر الحوالات والشهادات.
• في الماسونية السورية المفلس والمتلاعب والهاضم.
• في الماسونية السورية المتهتِّك والمنتهِك.
• في الماسونية السورية الجاهل والمتعصب.
• في الماسونية السورية المارق والمتَّجر بالدين.
• في الماسونية السورية المقلق والمخرِّب.

في نيويورك اليوم حركة غريبة بين السوريين هي أن بعض الماسونيين عاملون على إغراء الناس بالاتحاد معهم، حتى إذا انضم يقول له الجهلة المخادعون: إنه لا يستطيع الانسحاب إلا تحت خطر الموت.

الماسونية السورية في الوطن والمهاجر أكبر ضربة على الوطنية والأخلاق الطيبة والآداب الشريفة.

أكثر خونة اللبنانيين من الماسونيين، وأكثر مقلقيهم ومفسديهم من الماسونيين؛ لأن (الزي) في سورية اليوم أن يكون كل من يحسب نفسه شيئًا ماسونيًّا".

ويقول الجنرال (كارل فون هورن) في كتابه "جندي في خدمة السلام" (ص 136): "أما علاقة إسرائيل المباشرة بهيئة مراقبة الهدنة فقد استمرَّت على أساس من الغش والعداوة وتشويه الحقائق".

همجية التعاليم الصهيونية:
وقال الأستاذ (محمد خليفة التونسي) في مقدمة كتاب "همجية التعاليم الصهيونية" (ص 79- 84): "فمن المعروف أن التوراة هي كتاب الشريعة الأول والأكبر عند اليهود، واسمها العبري يدل عليها، فكلمة التوراة تعني الشريعة أو الطريق أو الشارعة، وهي عندهم أقدس كتاب، كما أنها المرجع الأفضل والسند الأعظم لكل ما يأخذون به في عبادتهم ومعاملاتهم بين بعضهم وبعض، أو بينهم وبين الأمم.

وأما التلمود فهو مجموعة توضيحات وتأويلات للتوراة أو هو على الأصح مجموعتان من هذه التأويلات تختلفان بعض الاختلاف في التفصيلات، ولكنهما أقل اختلافًا في الروح والأصول الإجمالية، وأهم شيء في الأسفار الدينية وغير الدينية أو في أي مجموعة من التعليمات أو الأقوال هو روحها ومنطقها ونظامها في جملة بنائها أو بنيتها، لا تفصيلاتها وأجزاؤها وما بينها من اتفاق أو اختلاف، والأجزاء تقاس بالكل ولا يقاس الكل بالأجزاء.

وأصل المجموعتين كتاب واحد هو (المشناة) أو المثنى بمعنى المكرر؛ لأن هذا الكتاب (المشناة) يكرر في تأويلاته ما جاء في التوراة، أو هو تكرار لشريعتها حين يؤوِّلها ويسجلها، وهو مقسَّم إلى ثلاثة وستين سفرًا وقد ألَّفه في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد طائفة من أحبار اليهود وفقهائهم وربانييهم الذين يُنْسَبون إلى الفِرَق الدينية اليهودية التي تسمى الفريسيين، وهي أشهر الفرق اليهودية وأعلاها شأنًا وأثرًا بينهم من الجانب الفكري إلى الجانب الاعتقادي والتشريعي، وهذه الأسفار الثلاثة والستون التي يتكون منها (المشناة) تناولها آخرون من الأحبار والفقهاء الربانيين بالشرح والتعليق في فترة امتدَّت إلى القرن السادس الميلادي، وقد سميت هذه الشروح (الجيمارة).

ومن المتن (المشناة) والشرح (الجيمارة) يتكون ما يسمى (التلمود).

وقد ألف (المشناة) باللغة العبرية التي تسمى (الربانية) نسبة إلى الربانيين الذين كانوا يتكلَّمون يومئذ بها، وهي تختلف كثيرًا عن اللغة العبرية التي كُتِبَت بها التوراة قبل ذلك بقرون.

ولغة التوراة أصفى في عبريتها من اللغة الربانية؛ لأن الأخيرة ظهرت بعد انقراض الأولى من مجال الحديث والتخاطُب لدى اليهود، فاقتصر استخدامها على مجال الكتابة وحدها وكادت تختص بشؤون الدين، وأمَّا العبرية الربانية التي كتب بها (المشناة) فقد تأثَّرت بعِدَّة لغات كانت يومئذ أوسع أفقًا وسلطانًا منها، وفي مقدمتها اللغة الآرامية التي كانت يومئذ أشبه باللغة العالمية أو المشتركة بين شعوب الشرق الأدنى إلى أعماق فارس، وتأثَّرت العبرية الربانية أيضًا باللغات اليونانية اللاتينية والفارسية البهلوية، ولكن تأثُّرها بهذه اللغات الآرية الثلاث القريبة منها، كان أقل من تأثرها باللغة الآرامية القريبة منها؛ لأنها معًا لغتان ساميتان أو عربيتان.

وأما (الجيمارة) وهي شرح المشناة فكُتِبت باللغة الآرامية، وقد قام بهذا الشرح طائفتان من علماء اليهود؛ إحداهما تسكن فلسطين يومئذ، والأخرى كانت تسكن بابل أو العراق، وكلتا الطائفتين كانت تكتب المتن وهو (المشناة) بلغة العبرية الربانية وتعقبه بالشرح (الجيمارة)، وهذا الشرح مكتوب باللهجة الآرامية التي يتكلمها الشُّرَّاح.

فهناك إذًا تلمودان: الأول والأقدم منهما هو التلمود الفلسطيني، وقد كتب الشرح فيه باللهجة الآرامية التي تسمى الآرامية الفلسطينية الحديثة؛ لأن الشرَّاح كانوا يتكلمون ويكتبون بهذه اللهجة، وقد توالى الشرح فترة طويلة امتدت من القرن الثاني حتى القرن الخامس، ومعظم هذا الشرح قد تم في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، ويسمى هذا التلمود تلمود بيت المقدس أحيانًا إلى جانب تسميته التلمود الفلسطيني.

وأما التلمود الثاني - وهو الأحدث - فإن جانب الشرح فيه قد تمَّ في بابل، وكان هذا الشرح بلهجة آرامية مختلفة عن الآرامية الفلسطينية، ولهجته تسمى الآرامية الجنوبية الشرقية، وقد امتد هذا الشرح وتدوينه منذ أوائل القرن الرابع حتى السادس، ويسمى هذا التلمود التلمود البابلي أو التلمود العراقي لظهوره في بابل من بلاد ما بين النهرين أو العراق.

ويزعم كثير من الكتاب أن اليهود يفضلون التلمود على التوراة، وهذا وهْمٌ نشأ من أن اليهود يأخذون بالتلمود ويرجعون إليه أكثر من رجوعهم إلى التوراة.

ولو التفتنا إلى أتباع أيِّ ديانة كتابية لوجدنا الحال واحدة.

ونعني بالديانة الكتابية: كل ديانة لها كتاب مقدس عند أهلها يحفظ عقائدها وشرائعها، فكل كتاب مقدس لديانة يتناوله علماء هذه الديانة بالتأويل والتوضيح، كل منهم على وفْق اجتهاده في فهمه وتأويله، ومن هنا تنشأ المذاهب اللاهوتية أو الفقهية، وتتبع كل مذهب فرقة تأخذ به، وكل فرقة تأخذ تعاليمها اللاهوتية والفقهية من أقوال علمائها أكثر مما تأخذها عن الكتاب المقدس لديانتها، فهي تقدِّس هذا الكتاب وتقدمه على كل أقوال علمائها، ولكنها تأخذ بهذا الكتاب الذي هو المصدر الأكبر.

ويلاحظ أن العوام وأشباه العوام في كل فرقة دينية أو شبه دينية يرجعون إلى العلماء وأقوالهم وتواليفهم ولا يرجعون إلا قليلاً إلى كتابهم المقدس، أو هم لا يفهمون هذا الكتاب المقدس إلا من وجهة نظر علمائهم وفي إطار نظرتهم إليه، ولا يتعدى العامة وأشباه العامة هذه الحدود.

وقد يبلغ من متناقضات العامة وأشباهها أن يفضلوا أسفار علماء طائفتهم على الكتاب المقدس لديانتهم، وذلك بلاء يعم كل الطوائف اليهودية.

ومن أجل ذلك وغيره يضطر المصلحون في كل ديانة إلى المناداة بالرجوع إلى الأصل الواحد وهو كتابهم المقدس؛ لتخفيف حِدَّة النزاع بين الطوائف المختلفة، وللتخفيف من التأويلات القديمة التي صارت لا تناسب الزمن الحديث".

ومما ورد في التلمود ننقله من كتاب "همجية التعاليم الصهيونية" (ص 109): "يقسم النهار إلى اثنتي عشرة ساعة؛ في الساعات الأولى الثلاث يجلس الله ويدرس الشريعة، وفي الساعات الثلاث الثانية يدين الشعوب، وفي الساعات الثلاث التالية يغذي العالم بأسره، وفي الساعات الثلاث الأخيرة يلعب مع (اللافياتن) ملك الأسماك.

ويزيد ميناشين: إن الله في الليل يدرس التلمود.

إن المدرسة العالية التي ثقفت الرب وجميع الملائكة في السماء مفتوحة على مصراعَيها في وجه أسمود - سلطان الشياطين - وأسمود هذا يصعد كل يوم إلى الملأ الأعلى؛ لكي يقتبس هناك العلم، وهذا ما يخبرنا به التلمود.

أما (اللافياتن) فليس هو - على زعم التلمود - إلا ملك الأسماك، طوله ثلاثمائة قدَم يدخل الله في فمه دون أن يتضايق، ولكن بسبب ضخامته غير المهندمة حكم الله في إبعاد أنثاه عنه حتى لا يملآن العالم مسوخًا.

وهذا السبب دفع الله إلى أن يبقي بعظمته هذا الذكر حيًّا ويقتل أنثاه، ويملحها ويقددها لتغذية الصالحين في السماء، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن لعب الله مع (اللافياتن) قد مضى بعد تدمير هيكل أورشليم.

ومن ذاك الوقت لم يعد لله جلَد على اللعب والرقْص كما كان يصنع في الأزمان السالفة، وأوَّل رقصة رقصها الرب كانت مع حواء بعد أن برَّجها وزيَّنها وسرَّح شعرها بنفسه.

أما بعد تدمير الهيكل إلى الآن فإن الله لم ينقطع عن البكاء والنحيب؛ لأنه ارتكب خطيئة ثقيلة.

وهذه الخطيئة قد أبهظت ضمير الله حتى إنه يطوي ثلاثة أرباع الليل منكمشًا على ذاته مالئًا الدنيا زئيرًا كالأسد الصريع ثم يصرخ: الويل لي؛ لأني تركت بيتي ينهب وهيكلي يحرق وأولادي يشتتون، ومن ذاك الحين فإن الرب الذي كان موجودًا في كل مكان وزمان لم يعد شاغلاً إلا مساحة جزئية من العالم يقطعها الإنسان بأربع سنوات، وعندما يريد أبناء إسرائيل تمجيد الله يحنون رؤوسهم قائلين: سعيد هو الملك الذي يسبح في بيته، ولكن أي تمجيد يستحق ذاك الأب الذي يترك أولاده يتمرَّغون في الشقاء؟!

إن الله - تعالى - قد تاب عن تركه بني إسرائيل يرتطمون في الشقاء كمَن يتوب عن إثم شخصي، ولذلك فإنه يهمر كل يوم دمعتين سخينتين في البحر تسبب قرقعة شديدة تُسْمَع من أقصى العالم إلى أقصاه، وفي كثير من الأحياء تنزل قوتها الهزات الأرضية العنيفة بالمسكونة.

فضلاً عمَّا ذكر فإن القمر يظهر لله أنه ارتكب غلطًا فاحشًا في تكوينه أصغر من الشمس، وهذه الحقيقة ترغم الله على القول: إن نفوس اليهود مُنْعَم عليها بأن تكون جزءًا من الله، فهي تنبثق من جوهر الله كما ينبثق الولد من جوهر أبيه، وهذا السبب يجعل نفس اليهودي أكثر قبولاً وأعظم شأنًا عند الله من نفوس سائر شعوب الأرض؛ لأن هؤلاء تشتق نفوسهم من الشيطان، وهي مشابهة لنفوس الحيوانات والجماد، تنتقل نفس اليهودي بعد موته إلى جسد آخر وعندما يلفظ شيخٌ أنفاسَه تسرع نفسه إلى جنين في بطن أمه.

كان لقايين ثلاث نفوس: الأولى انتقلت إلى يترو، والثانية إلى قورح، والثالثة إلى المصري الذي قتله موسى.

أما نفس يافث فقد انتقلت إلى شمشون، ونفس تارح إلى أيوب، ونفس حواء إلى إسحاق، ونفس خادم راحاب الزانية إلى حبرو، ونفس حايل إلى إلياس، ونفس عيسو إلى المسيح، أما اليهود الذين يمرُقون من دينهم أو يقتلون أحد أبناء ملَّتهم فإن نفوسهم بعد الموت تسير توًّا إلى الحيوانات والنباتات وتقطن بها، ثم بعد حياة شقية يُرْسَلون إلى الجحيم ليحتملوا ألوان العذاب اثني عشر شهرًا وعقب انتهاء المُدَّة يبعثون أحياء وينتقلون متجسِّدين في الجماد والحيوان وعَبَدَة الأوثان، وعندما يطهرون يعودون إلى اليهودية، وهذا الانتقال الروحاني والجسماني هو رحمة الرب الذي يريد أن يشرك جميع أبناء إسرائيل لسعادته الخالدة.

إن جهنم هي أكبر من السماء بستين مَرَّة وهي سجن القُلُف وفي مقدمتهم أتباع المسيح ابن مريم؛ لأن هؤلاء يحركون أيديهم كثيرًا برسم إشارة الصليب على ذواتهم.

ويأتي بعد النصارى المسلمون؛ لأنهم لا يغسلون سوى أيديهم وأرجلهم وأفخاذهم وعوراتهم، كل مَن ذكرنا يحشرون في جهنم ولا يغادرونها إلى الأبد".

الرئيس الأمريكي فرانكلين يحذر الأميركيين من خطر اليهود على أمريكا في المستقبل:
أعلن الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلين في المؤتمر الذي انعقد لإعلان الدستور سنة 1789م تحذيرَه إلى الأمريكيين، في خطاب موجود أصله في معهد فرانكلين بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية قال فيه: "هنالك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك الخطر هو اليهود".

أيها السادة، حيثما استقرَّ اليهود نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب، ويزعزعون الحلف التجاري الشريف، إنهم لا يندمجون بالشعب، لقد كوَّنوا حكومة داخل الحكومة، وحينما يجدون معارضة من أحدٍ فإنهم يعملون على خنْق الأمة ماليًّا كما حدث للبرتغال وأسبانيا.

ومنذ أكثر من 1700 سنة وهم يندبون مصيرهم المحزن، لا لشيء إلا ادِّعاؤهم أنهم طُرِدوا من الوطن الأم، ولكن تأكَّدوا أيها السادة أنه إذا أعاد إليهم اليوم عالمنا المتمدين فلسطين فإنهم سيجدون المبررات الكثيرة لعدم العودة إليها، لماذا؟ لأنهم من الطفيليات التي لا تعيش على نفسها، إنهم لا يستطيعون العيش فيما بينهم، إنهم لا بُدَّ أن يعيشوا بين المسيحيين وبين الآخرين الذين هم ليسوا من جنسهم.

إذا لم يستثن اليهود بموجب الدستور ففي أقل من مائة سنة سوف يتدفَّقون على البلاد بأعداد ضخمة تجعلهم يحكموننا ويدمِّروننا، ويغيِّرون شكل الحكومة التي ضحينا وبذلنا لإقامتها دماءنا وحياتنا وأموالنا وحريتنا الفردية.

إذا لم يستثن اليهود من الهجرة فإنه لن يمضي أكثر من مائتي سنة ليصبح أبناؤنا عمَّالاً في الحقول؛ لتأمين الغذاء لليهود الذين يجلسون في بيوتهم المالية يفركون أيديهم بغبطة.

إني أحذركم أيها السادة إذا لم تستثنوا اليهود من الهجرة إلى الأبد فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، إن عقليتهم تختلف عنا حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال، والنمر لا يستطيع تغيير لونه، اليهود خطر على هذه البلاد، وإذا سمح لهم بالدخول فسوف يخربون دستورنا ومنشآتنا.

يجب استثناؤهم من الهجرة بموجب الدستور"[3].

جاء في التلمود و"بروتوكولات حكماء صهيون" ما يجلو حقيقة اليهود وطغيانهم وغدرهم واستباحتهم لكل رذيلة، واتِّباعهم لأبشع الطرق وأفظعها سعيًا وراء أحلامهم العدوانية ومطامعهم الهمجية.

ويقول التلمود: عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا يهوه: إحداهما عند الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية، والأخرى مراسيم ختان أطفالنا.

يقول (ج. كيتو) في كتابه "مجموعة الكتاب المقدس": إن محاريبهم ملطخة بالدماء التي سفكت من عهد إبراهيم حتى سقوط مملكة إسرائيل ويهوذا.

ويقول (ج. ادورزي): إن معابدهم في القدس مخيفة بشكل يفوق معابد الهنود والازتاك السحرة، وهي المراكز التي تقع داخلها جرائم القرابين البشرية.

وقد ذكر الأستاذ عبدالله التل في كتابه "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" شيئًا كثيرًا من ذلك مستقًى من مصادره بحيث لا يبقى أي مجال للشك في صحة هذه الوقائع الوحشية، ويقول الأستاذ عبدالله التل في الكتاب المشار إليه (ص 80- 81): ولليهود عيدان مقدسان لا تتم الفرحة فيهما إلا بتناول الفطير الممزوج بالدماء البشرية؛ الأول عيد البوريم، والثاني عيد الفصح.

الأول في مارس من كل سنة والثاني في إبريل أيام عيد الفصح عند المسيحيين.

وذبائح عيد البوريم تنتقى عادة من الشباب البالغين، يؤخذ دم الضحية ويجفف على شكل ذرَّات تمزج بعجين الفطائر ويحفظ ما يتبقى للعيد المقبل.

أما ذبائح عيد الفصح فتكون عادة من الأولاد الذين لا تزيد أعمارهم كثيرًا عن عشر سنوات، ويمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل تجفيفه أو بعد تجفيفه، وطريقة استنزاف دم الضحية إما أن تكون بواسطة البرميل الإبري، وهو عبارة عن برميل يتسع لجسم الضحية عند وضعها بالبرميل لتسيل الدماء ببطء من كل جزء من أجزاء الجسم مقرونة بالعذاب الشديد الذي يعود باللذة على اليهود الذين ينتشُون برؤية الدم ينزف من الضحية ويسيل من أسفل البرميل إلى إناء مُعَد لجمعه، أو بِذَبْح الضحية كما تذبح الشاة وتصفية دمها في وعاء، ويسلم إلى الحاخام الذي يقوم بإعداد الفطير المقدس ممزوجًا بدم البشر؛ إرضاء لإله اليهود يهوه المتعطش لسفك الدماء"[4].

من تعاليم التلمود الهمجية:
تفسيرات الربيين والحاخامات للتوراة جمعت في كتاب سمي (المشناة)؛ ومعناه: الشريعة المعتادة أو المكررة، وقد زِيد بعد ذلك شروح وحواشي كونت مع (المشناة) التلمود.

ويقدس اليهود التلمود ويعتبرونه أهم من التوراة، ويرَون أن مَن احتقر أقوال الحاخامات استحقَّ الموت، وأنه لا خلاص لِمَن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط؛ لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى.

وجاء في كتاب يهودي اسمه "كرافت" مطبوع سنة 1950: اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء، وقال أحد علمائهم المسمى (ميمانود): إن مخافة الحاخامات هي مخافة الله.

وقال آخر: إن مَن يقرأ التوراة بدون (المشناة) و(الجيمارة) فليس له إله.

وجاء في التلمود ص 74: إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله، وقد وقع الاختلاف بين الله وبين علماء اليهود في أمر من الأمور، وبعد أن طال الجدال تقرَّر إحالة الخلاف إلى أحد الحاخامات الذي حكم بخطأ الإله مما اضطره - سبحانه وتعالى - إلى الاعتراف بخطئه[5].

فما هي تعاليم أولئك الحاخامات التي يدين بها اليهود ويقدسونها؟
 النهار اثنتا عشرة ساعة، في الثلاثة الأولى منها يجلس الله ويطالع الشريعة، وفي الثلاثة الثانية يحكم، وفي الثلاثة التالية يطعم العالم، وفي الثلاثة الأخيرة يجلس ويلعب مع الحوت ملك الأسماك.

 اعترف الله بأخطائه في تصريحه بتخريب الهيكل؛ فصار يبكي ويزأر قائلاً: تبًّا لي؛ لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهْب أولادي، ويندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة حتى إنه يلطم ويبكي كل يوم؛ فتسقط من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه، وتضطرب المياه وترتجف الأرض في أغلب الأحيان فتحصل الزلازل.

 ليس الله معصومًا عن الطيش والكذب.

 تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من والده، وأرواح اليهود عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح؛ لأن الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات.

 إن نطفة غير اليهودي هي كنطفة باقي الحيوانات.

 النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء؛ لما فيه من الظلام والعفونة والطين.

 يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض؛ لتبقى السلطة لليهود وحدهم، الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، فإذا ضرب أميٌّ إسرائيليًّا فكأنه ضرب العزة الإلهية ويستحق الموت، ولو لم يخلق اليهود لانعدمت البركة من الأرض ولما خلقت الأمطار والشمس، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب، والنطفة المخلوق منها باقي الشعوب هي نطفة حصان، الأجانب كالكلاب، والأعياد لم تخلق للأجانب ولا للكلاب، والكلب أفضل من الأجنبي لأنه:
 مصرح لليهودي في الأعيان أن يطعم الكلب، وليس له أن يطعم الأجنبي أو أن يعطيه لحمًا بل يعطيه للكلب؛ لأنه أفضل منه.

 لا قرابة بين الأمم الخارجة عن دين اليهود؛ لأنهم أشبه بالحمير ويعتبر اليهود بيوت باقي الأمم نظير زرائب للحيوانات.

 الخارجون عن دين اليهود خنازير بخسة، وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقًا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم.

يسوع المسيح ارتدَّ عن الدين اليهودي وعبَد الأوثان، وكل مسيحي لم يتهوَّد فهو وثني عدو لله ولليهود.

وإن يسوع الناصري موجود في لُجَّات الجحيم بين الزفت والقطران والنار، وإن أمه مريم أتتْ به من العسكري (باندارا) بمباشرة الزنا، وإن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة.

 بما أن اليهود يساوون أنفسهم مع العزة الإلهية فالدنيا وما فيها ملْك لهم، ويحقُّ لهم التسلُّط على كل شيء فيها، والسرقة غير جائزة من اليهودي ومسموح بها إذا كانت من مال غير اليهودي، والسرقة من غير اليهودي لا تعتبر سرقة بل استرداد المال اليهودي الذي يبيحه الدين اليهودي ويحلل سرقته، وأموال غير اليهود مباحة عند اليهود كالأموال المتروكة أو كرمال البحر التي يمتلكها مَن يضع يده عليها أولاً، ومثل بني إسرائيل كسيدة في منزلها يحضر لها زوجها النقود فتأخذها بدون أن تشترك معه في الشغل والتعب.

 إذا جاءك الأجنبي والإسرائيلي أمامك بدعوى فإذا أمكنك أن تجعل الإسرائيلي رابحًا فافعل، واستعمل الغشَّ والخداع في حق الأجنبي حتى تجعل الحق لليهودي.
 يجوز لليهودي أن يحلف يمينًا كاذبة وخاصة في معاملاته مع باقي الشعوب.
 مصرَّح لك أن تغش مأمور الجمرك غير اليهودي، وأن تحلف له أيمانًا كاذبة، وتعلم من الحاخام (صموئيل) الذي اشترى من أجنبي آنية من الذهب ظنها الأجنبي نحاسًا ودفع الحاخام ثمنها أربعة دراهم فقط ثم سرق منها درهمًا.
 مسموح غش الأجنبي وسرقة ماله بواسطة الربا الفاحش.
 حياة غير اليهودي ملْك لليهودي، فكيف بأمواله؟
 اقتل الصالح من غير اليهود، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدًا من الأجانب من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها، بل عليه أن يسدها بحجر.
 الشفقة ممنوعة بالنسبة للوثني؛ فإذا رأيته واقعًا في نهر أو مهددًا بخطر فيحرم عليك أن تنقذه؛ لأن السبعة شعوب الذين كانوا في أرض كنعان المراد قتلهم من اليهود لم يقتلوا عن آخرهم بل هرب بعضهم واختلط بباقي الأمم، ولذلك يجب قتل الأجنبي؛ لأنه من المحتمل أن يكون من نسْل هؤلاء السبعة شعوب، وعلى اليهودي أن يقتل مَن يتمكَّن مَن قتله فإذا لم يفعل ذلك يخالف الشرع.
 قتل النصارى من الأفعال التي يكافئ الله عليها، وإذا لم يتمكَّن اليهودي من قتلهم فواجب عليه أن يتسبب في هلاكهم في أي وقت وعلى أي وجه.
 اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض الأجنبية؛ لأن كل عقد نكاح عند الأجانب فاسد؛ لأن المرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة والعقد لا يوجد بين البهائم.
 لليهود الحق في اغتصاب النساء غير المؤمنات؛ أي: غير اليهوديات.
 إن الزنا بغير اليهود ذكورًا - كانوا أو إناثًا - لا عقاب عليه؛ لأن الأجانب من نسل الحيوانات.
 نحن شعب الله في الأرض، وقد أوجب علينا أن يفرقنا لمنفعتنا، ذلك أنه لأجل رحمته ورضاه عنا سخر لنا الحيوان الإنساني وهم كل الأمم والأجناس، سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان؛ نوع أخرس كالدواب والأنعام والطير، ونوع ناطق كالمسيحيين والمسلمين والبوذيين وسائر الأمم من أهل الشرق والغرب، فسخَّرهم لنا ليكونوا في خدمتنا، وفُرِّقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونمسك بعنانهم ونستخرج فنونهم لمنفعتنا، لذلك يجب أن نزوِّج بناتنا الجميلات للملوك والوزراء والعظماء، وأن ندخل أبناءنا في الديانات المختلفة، وأن تكون لنا الكلمة العليا في الدول وأعمالها فنفتنهم ونوقع بينهم وندخل عليهم الخوف ليحارب بعضهم بعضًا. وفي ذلك كله نجني الفائدة الكبرى"[6].

شهوة القتل:
وقال الأستاذ عبدالله التل في كتابه "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 325) تحت عنوان (شهوة القتل): "يجد اليهود متعة في قتل العربي وعبادة في سفك دماء غير اليهود، ولقد تفنَّنوا في اقتراف جرائم القتل غيلة وغدرًا في سبيل إبادة عرب فلسطين، ويعجز القلم عن حصر جرائم القتل والمجازر التي اقترفها اليهود بعد أن تم لهم تأسيس الدولة الباغية إسرائيل، ولكن لا بُدَّ من ذكْر بعضها؛ ليدرك القارئ مبلغ همجية اليهود وظلمهم وقسوتهم ووحشيتهم التي تنطق بالجبن والغدر والخسة.

1- مذبحة شرفات:
تقع هذه القرية داخل الحدود الأردنية، ومع ذلك تسلَّل إليها اليهود ليلة السابع من فبراير 1951، ووضعوا المتفجِّرات حول بيت المختار (العمدة) والبيوت الملاصقة له، ونسفوها على من فيها من رجال ونساء وأطفال، وكان عدد الضحايا عشر أنفس.

2- مذابح في عيد الميلاد:
في 6 يناير 1952 تسللت عِدَّة دوريات يهودية إلى قرية بيت جالا المجاورة لبيت لحم مهد المسيح - عليه السلام - فنسفت عِدَّة منازل على رؤوس ساكنيها؛ فقتل ستة أشخاص من بينهم طفلان.

3- مذبحة قبية:
وهي قرية عربية تقع على بعد كيلو مترين شمال القدس في المنطقة العربية، ومع ذلك فقد هاجمها اليهود بفَوْج مشاة كامل التسليح ليلة 14 أكتوبر 1953 ونسفوا منازلها بالمدافع الثقيلة وبالديناميت، وفتكوا بالسكان الآمنين العزل من السلاح وقتلوا النساء والأطفال، وحينما وضع كبير المراقبين الجنرال (بنيكه) تقريرًا منصفًا عن المذبحة كان جزاؤه إنهاء عمله في فلسطين بعد أن ضغط اليهود على عبيدهم في واشنطن وأجبروهم على تغيير كبير مراقبي الهدنة الشجاع، ويومها اعترفت جريدة دافار اليهودية بعددها الصادر في 6 سبتمبر 1954 أن نقل الجنرال (بنيكه) واستبداله بالجنرال (بيرنر) كان ترضية لليهود.

4- قتل الأطفال:
في الثاني من نوفمبر 1954 كان ثلاثة أطفال من قرية (يالو) يحتطبون بالقرب من القرية فتسلَّل الجنود اليهود من المنطقة الحرام واختطفوا الأطفال وساروا بهم بعيدًا في الوادي، ثم تركوهم وابتعدوا عنهم ما عدا جنديًّا ظل بالقرب من الأطفال ليشهر مدفعه الرشاش ويطلق النار على الأطفال الأبرياء، وزملاؤه من الجنود اليهود يتفرجون فرحين معجبين بفروسية زميلهم الذي تقرب إلى إله اليهود بذبح أطفال العرب.

5- مذبحة غزة:
وفي 28 فبراير 1955 تسلل الجنود اليهود إلى معسكر اللاجئين في قطاع غزة وسلَّطوا نيران رشَّاشاتهم وقنابلهم على الآمنين العُزَّل في خيامهم وقتلوا 39 وجرحوا 33 عربيًّا.

6- مذبحة شاطئ طبريا:
في 11 ديسمبر 1955 هاجم اليهود المخافر السورية على شاطئ طبريا الشرقي وقتلوا غدرًا 56 عربيًّا بين عسكري ومدني بينهم 3 نسوة.

7- مذبحة غزة الثانية:
في 5 إبريل 1956 سلَّط اليهود نيران مدافعهم الثقيلة على مدينة غزة الآهلة بالسكان، وكذلك فعلوا في قرى (دير البلح) و(عبسان) و(خزاعة)، ونجم عن ذلك العدوان استشهاد 60 عربيًّا، بينهم 27 سيدة و4 أطفال، وجرح 93 منهم 32 سيدة و8 أطفال.

8- مذبحة غرندل:
وهي نقطة شرطة على الحدود الأردنية في وادي عربة هاجمها اليهود غدرًا في 13 سبتمبر 1956 وقتلوا 12 عربيًّا بينهم أربعة جنود.

9- مذبحة حوسان:
وفي ليلة 25 سبتمبر 1956 هجم اليهود على قرية حوسان داخل الحدود الأردنية وقتلوا فيها 31 عربيًّا بين رجل وامرأة وطفل.

10- مذبحة قلقيلية:
وفي 10 أكتوبر 1956 هاجم اليهود قرية قلقيلية الفلسطينية واستخدموا المدافع الثقيلة فقتل 25 عربيًّا وجرح 13.

11- مجزرة كفر قاسم:
في 28 أكتوبر 1956 أصدر اليهود أمرًا لسكان القرى العربية يحدِّد بدء ساعات منع التجوُّل بالساعة الخامسة مساء، بدلاً من الساعة السادسة كما هي العادة المتَّبعة كل يوم بموجب الأحكام العسكرية، وكان صدور الأمر الفجائي في الساعة الخامسة إلا ربعًا؛ أي: قبل الموعد المحدد لمنع التجول بربع ساعة، وحينما استدعى القائد اليهودي مختار القرية لإبلاغه الأمر الفجائي قال المختار: نحن الآن في الخامسة إلا ربعًا والأمر يقول ممنوع التجول من الساعة الخامسة وكل الفلاحين في الحقول، فكيف أصل إليهم وأبلغهم الأمر؟

أرجوك يا سعادة الضابط أعطني فرصة ولو نصف ساعة، فردَّ القائد اليهودي (مشنه شادمي): هذا أمر عسكري ولا بُدَّ من تنفيذه، وبدلاً من ضياع الوقت يمكنك إخطار القرية بالأمر، أما الذين خارج القرية فاترك أمرهم لنا.

وأسرع المختار إلى القرية يبلغها الأمر ليختفي الناس في بيوتهم، وأصدر القائد شادمي أمرًا إلى اثنين من ضباطه و11 جنديًّا بالوقوف في مداخل القرية وإطلاق النار على كل عربي يعود إليها بعد الساعة الخامسة، وحمل الضابطان والجنود مدافعهم الرشاشة، واتَّخذ كل منهم مكانه عند مداخل القرية وابتداء من الساعة الخامسة والنصف بدأ الفلاحون في العودة إلى القرية، وهم لا يعلمون بما يخبئه لهم القدر، وفتحت عليهم نيران المدافع الرشاشة، وقتل في المجزرة 57 عربيًّا، منهم 17 من النساء والأطفال كما جرح 25 شخصًا.

لقد تمت مجزرة كفر قاسم في 28 أكتوبر 1956 غداة العدوان الثلاثي على مصر، ولم ينجح اليهود في إخفاء أنبائها، فوصلت إلى المراقبين الدوليين وعلم بها العالم بأسره، وتظاهرت السلطات المجرمة في دولة العصابات بعدم موافقتها على هذه المجزرة، وأوعزت إلى الصحافة باستنكارها كما فعلت يوم مجزرة دير ياسين 9/4/1948م.

وفي أيام العدوان الثلاثي 29 أكتوبر 1956 ولغ اليهود الدم العربي الزكي وفتكوا بعدد كبير من الفدائيين الفلسطينيين، ولم ينجُ من بطشهم الشيوخ والنساء والأطفال، وكم من مرة هاجموا فيها البيوت العربية في غزة وخان يونس، وأخرجوا منها الذكور ليطلقوا الرصاص عليهم أمام ذويهم، وجرائمهم في تلك الفترة الرهيبة لا يكفي لحصرها هذا البحث[7].

أصدرت قيادة الجيش اللبناني كتابًا بعنوان (التنشئة الوطنية) جاء فيه: "وفي الوقت الذي كانت الولايات المتَّحدة تتخلَّى فيه عن التقسيم، كان الاتحاد السوفيتي يصرُّ على تنفيذه، وعلى قيام دولة يهودية يمدها بالأسلحة الثقيلة لتنفيذ التقسيم بالقوة، وأدَّى فشل اليهود في تنفيذ التقسيم بالقوة وتراجُع أميركا عن تأييدها لهم إلى إحراجهم، وموعد مغادرة بريطانيا لفلسطين، ودخول جيوش الدول العربية إليها بات قريبًا، فرأوا من الضرورة القضاء على المقاومة العربية المحلية قبل 15 يومًا؛ لوضع الأمم المتحدة والدول المعنية بالمسألة أمام الأمر الواقع.

كانت الخطة الجديدة تقضي بشنِّ حرب شاملة على المدنيين العرب لترويعهم وإجلائهم عن ديارهم؛ فارتكبوا الفظائع الوحشية وغدروا بالكهول والأطفال ومثَّلوا بالعذارى والنساء.

وفي الوقت نفسه كانت إذاعاتهم السرية تحاول إحداث صدمة نفسية عند العرب، وتحثُّهم على ترك أراضيهم؛ هربًا من التنكيل بهم وفرارًا من الأوبئة التي تعمَّدوا نشر أخبارها، وكان أفظع ما ارتكبه اليهود في هذه الأثناء مذبحة (دير ياسين) في ضواحي القدس، وهي قرية عربية صغيرة في وسط الأحياء اليهودية، وكانت هذه القرية قد أعلنت أنها تسالم اليهود ولا تحاربهم، ولكن هذا لم ينقذها من غدر الصهيونية، إذ شنَّت العصابات الصهيونية الإرهابية عليها هجومًا مفاجئًا فتمكَّنت من احتلالها بعد قتال دافعت فيه القرية عن نفسها دفاعًا مجيدًا، فأوقعت بالعصابات الإرهابية ما يزيد على الخمسين إصابة، ودخلت العصابات الصهيونية القرية فقتلت 250 عربيًّا بينهم مائة طفل وامرأة، واعتدت على الجثث نفسها وشوَّهتها وقذفت بها في آبار القرية المهجورة، في الوقت نفسه وفي قرية (القسطل) الواقعة بالقرب من (دير ياسين)، دارت رحى معركة عنيفة استردَّ العرب خلالها هذه القرية للمرة الثالثة من اليهود، ولكنهم خسروا فيها قائدًا من أبسل قادتهم، هو المجاهد الشهيد عبدالقادر الحسيني الذي قاد هذه المعركة ببطولة فائقة، وسقط شهيد الواجب وهو يقود الحملة الأخيرة الناجحة لاسترداد هذا الموقع الاستراتيجي المهم.

كان للخطة اليهودية الجديدة التي ظهرت في مذبحة (دير ياسين) أثر كبير في إضعاف معنويات السكان العرب، وزاد في إضعاف هذه المعنويات استشهاد عبدالقادر، وانسحاب جيش الإنقاذ من (ميشمار هايميك)، فتولى الذعر سكان القرى الذين دفعهم الخوف على حياة نسائهم وأطفالهم إلى أن يهاجروا ويلتمسوا النجاة باتجاه الحدود العربية، ونزلت بالعرب كارثة جديدة هي سقوط مدينة حيفا بأيدي اليهود، وقد أخلاها الجيش البريطاني فجأة بعد اتفاق سري مع اليهود الذين انقضُّوا على سكانها الآمنين في فجر 22 نيسان، وتمكَّنت قواتهم من إلقاء الجموع العربية في البحر بعد قتال عنيف استمرَّ ثلاثين ساعة، فغرق منهم مَن غرق والتجأ الباقون إلى الساحل اللبناني"[8].

جاء في الكتاب رقم (78) الذي وضعه المؤرخ كاسيوس فصل 32 عن حقبة القرن الثاني للميلاد (117م): "حينئذ عمد اليهود في (Gyrene) شواطئ طرابلس الغرب حاليًّا بقيادة (اندريا) إلى ذبح الرومان واليونان، وأكلوا من لحمهم وشربوا دماءهم، وسلخوا جلودهم ولبسوها وقطعوا أجسام كثيرين منهم نصفين من الرأس فنازلاً، وألقوا بالكثيرين إلى الحيوانات المفترسة، وأرغموا الكثيرين على أن يقتل بعضهم بعضًا بالسيوف حتى بلغ عدد القتلى 220 ألفًا.

وكذلك فعلوا في مصر وقبرص بقيادة Artemion وذبحوا (240) ألفًا.

وبعد مرور 18 قرنًا على الحوادث السابقة، نجد أن جريدة (الديلي ميل) البريطانية تصف في عددها بتاريخ 17 سبتمبر 1936م بعض المشاهد من الحرب الأهلية الأسبانية: في مقاطعة قرطبة وُجِد 91 شخصًا مذبوحًا، وآخرون وُجِدوا محروقين وهم أحياء، من بينهم راهبان من كنيسة العذراء سُمِلَت عيونهما بالمخارز، وفي سافيل هجم الشيوعيون بقيادة امرأة يهودية Canaballo وقتلوا السجناء، ثم صبوا البنزين على أجسامهم وأشعلوا فيها النيران.

وفي سافيل أيضًا ذبح اليهود 138 مسيحيًّا سحبوهم إلى المقبرة وأوقفوهم صفًّا واحدًا، ثم أطلقوا النار على أرجلهم فسقطوا جرحى، فدفنوهم في خندق وهم أحياء، وحينما دخل جنود الإسبان المدينة شاهدوا أيدي أولئك الضحايا ظاهرة فوق سطح الأرض"[9].

يقول الأستاذ عبدالله التل في كتابه "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 309) تحت عنوان (الصفقة الكبرى) في حديثه عن مشروع التقسيم: "ويلاحظ أن أخطر صفقة استولى عليها اليهود هي النقب، الذي تزيد مساحته على مساحة ما بأيدي اليهود من أرض فلسطين، وأطماع اليهود بالنقب قديمة؛ إذ يعتبرونه من الوجهة الروحية الطريق إلى سيناء، ومن الوجهة المادية المكان الذي يلم ملايين اليهود ويستوعبهم من أجل بناء إسرائيل الكبرى.

ونذكر كيف أن اليهود قتلوا (برنادوت) في سبتمبر 1948 حينما أوصى في مقترحاته أن يكون النقب في الدولة العربية.

و(برنادوت) ضحية بريئة لا ذنب له فيما قرر؛ ذلك لأنه درس الوضع العسكري على الطبيعة، ووجد أن العرب يسيطرون على غالبية أرض فلسطين ولا سيما النقب والقدس، فأوصى أن تكونا ضمن الدولة العربية، فقتله اليهود رسميًّا لأن القتلة معروفون لدى حكومة اليهود، وهم أحرار مكرمون في دولة الإجرام".

في 9 إبريل 1948م هجم اليهود على قرية (دير ياسين) العربية الكائنة في قطاعهم مطمئنة إلى وعودهم وعهودهم عزلاً من كل سلاح، وجمعوا سكانها صفًّا واحدًا، رجالاً ونساء وشيوخًا وأطفالاً، ثم رشوهم بالنار، وأمعنوا في تعذيبهم أثناء عملية القتل والذبح، فبقروا بطون الحبالى وأخرجوا الأطفال وذبحوهم وقطعوا أوصال الضحايا، وشوَّهوا أجسامهم حتى يصعب التعرُّف عليها، ثم جمعوا الجثث وجرَّدوها من الألبسة وألقوا بها في بئر القرية، وحينما جاء مندوب الصليب الأحمر الدكتور (ليز) ورأى الجريمة، لم يقوَ على الوقوف حتى تتمَّ عملية إحصاء الجثث (250) فأغمي عليه وغادر المكان[10].

وكان من أشد تلك الجرائم بشاعة ووحشية مذبحة (دير ياسين)، القرية العربية التي كانت مطمئنة إلى حماية قوات الانتداب المسؤولة عن البلاد حتى 15 مايو، فقد انتهز اليهود فرصة استشهاد البطل عبدالقادر الحسيني في معركة (القسطل) بتاريخ 7 إبريل 1947 وهاجموا القرية الآمنة، وفتكوا بسكانها من النساء والأطفال والشيوخ، وجمع اليهود جثث القتلى وشوَّهوها ثم ألقوا بها في بئر القرية 9 إبريل 1948م.

وكذلك فعل اليهود بقرية (ناصر الدين) قرب (طبرية) فتكوا بالنساء والأطفال؛ ليبعثوا الرعب في قلوب عرب فلسطين فيهجروا ديارهم ويتسلَّمها اليهود بلا عناء أو مقاومة، واعترف المجرم اليهودي (مناحيم بيجن) زعيم عصابة (الأرغون) التي اقترفت تلك الجرائم بأنه نفذ تلك الجرائم باطِّلاع الوكالة اليهودية وقوات الهاجناة الرسمية"[11].

"في 8 مايو 1949 اختطف اليهود حسين عبد سمور وأقاربه أحمد وحسن وعبد سمور واستاقوهم إلى قرية الجورة، حيث كان هناك ما يقرب من ستين عربيًّا، وبعد أن أمروهم جميعًا بخلع ملابسهم انهالوا عليهم بنيران بنادقهم فقتلوهم، ولم ينجُ سوى عبد محمد سمور وأحمد محمد حسن ليقصَّا على العرب أخبار هذه المجزرة"[12].

وفي أول سبتمبر 1953 ذكرت جريدة "كول هاعام" اليهودية أن السلطات اليهودية أعدمت 16 شابًّا من قرية (عيلبون) قضاء الناصرة برصاص الرشاشات بعد أن اختارتهم من بين ذكور القرية وأجلت سائر الشبان عن القرية، وطردتهم عبر الحدود اللبنانية، ولم يبقَ في القرية غير الشيوخ والعجزة، وقد أحرق الجنود اليهود عائلة آل زريق من نفس القرية في داخل بيتها؛ إرهابًا لسائر السكان وترويعًا لهم؛ لحملهم على الخروج من البلاد[13].

وفي 11 يونيو 1950 نشرت جريدة "الصندي أبزيرفر" اللندنية لمراسلها في بيروت (فيليب تويني) البرقية التالية:
أحاط بوليس إسرائيلي بمائة عربي وسلَّمهم إلى الجيش بحجة أنهم خالفوا نظام الحدود، وظل الجنود يسوقونهم من ساعة مبكرة في الصباح إلى ساعة متأخرة من الليل إلى مكان سحيق خطر على الحدود، وقد عصبوا أعينهم وكانوا إذا تلكؤوا في السير ضربوهم على وجوههم وظهورهم بعصي غليظة من المطاط، ومنعوا عنهم الماء ثم رفعت العصابات عن أعينهم، ودفعهم الجنود إلى الجري، وأخذوا يطلقون النار من مدافع برن فوق رؤوسهم وبين أرجلهم، وكانت المنطقة التي دفعوا إلى الجري بها هي وادي عربة المرعب الواقع جنوب البحر الميت؛ حيث لا يستطيع الحياة فيه إلا الحشرات، وقد ضلَّ أغلبهم الطريق عدا السعداء منهم الذين وجدهم بعض الأعراب فأخذوهم إلى أقرب مخفر على الحدود الأردنية.

والذي لم يذكره المراسل البريطاني لجريدته أنه كان من بين هؤلاء المنكودين أطفال لم يتجاوزوا الثامنة وشيوخ جاوزوا الثمانين، ولم يذكر كذلك أن الجنود المجرمين حينما قذفوا بالأبرياء في صحراء وادي عربة سكبوا الماء الذي كانوا يحملونه بسيارات الجيش أمام الأطفال والشيوخ الذين كانوا يتلهَّفون على قطرة ماء لإطفاء لهيب الظمأ الذي كانت تزيده أوارًا حرارة الجو اللافحة"[14].

نشرت "مجلة فلسطين" العدد (15) في 27 ذي القعدة 1381هـ تحت عنوان (اليهود أساتذة التعصب والسياسة العنصرية)، وما جاء فيه نقلاً عن المؤرخ الإنجليزي (توينبي) قوله: "وإن مأساة التاريخ اليهودي الحديث هي أنها بدلاً من أن يتعلم اليهود من مصائبهم وآلامهم فإنهم صنعوا بغيرهم (العرب) ما صنعه الآخرون بهم - أي النازيون - ولهذا فإني أشعر بأن مأساة جرائم إسرائيل والصهيونية أعظم شأنًا من مأساة جرائم ألمانيا النازية"[15].

ومما جاء في هذا المقال: "والحقيقة أن جميع ما شهدنا ونشهد من نزعات تعصبية اجتاحت المجتمعات الغربية من أوروبية وأميركية، وكذلك التفرقة العنصرية التي نادت ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية وتسود اليوم بلدانًا أخرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وجنوبي أفريقيا التي تضطهد الملوَّنين وتحرم اختلاطهم بأبناء العرق الأبيض، نقول: إن جميع ما شهدنا ونشهد من هذه الروح العنصرية التعصبية إنما كان نتيجة تغلغل اليهود في تلك المجتمعات روحيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا؛ فاليهود في الحقيقة هم الذين علموا بعض شعوب أوروبا وأميركا سياسة التفرقة العنصرية وغرسوا في نفوسها روح التعصب.

إن التقارير الرسمية التي تحفل بها خزائن السكرتارية العامة للأمم المتحدة مليئة بالأخبار والوقائع المنطوية على حوادث التفرقة العنصرية في المنطقة المحتلة من فلسطين؛ حيث يبسط اليهود سيطرتهم العدوانية الغاشمة، فاليهود شعبًا وسلطة متفقون على إساءة معاملة العرب في فلسطين المحتلة، وتقول هذه التقارير إن سياسة التعصب والتمييز العنصري التي يمارسها اليهود هناك أشد ما تظهر سوءًا مع القرويين العرب، وأما سكان المدن التي يسكنها عرب ويهود فإن العرب عرضة لسوء المعاملة والاعتداء من قِبَل السكان اليهود، وذلك تحت سمع البوليس اليهودي وبصره.

فاليهودي يستطيع أن يعتدي على جاره العربي، وأن يقتحم داره وينهال عليه وعلى أفراد عائلته بالشتْم والضرب دون أن يتوقَّع أيَّ تدخل من البوليس لحماية العربي المعتدى عليه، أما البوليس فإنه يتوارى في مثل هذه الحالات، وإذا جاء العربي شاكيًا أُهْمِلت شكواه أو وضعت العثرات في طريق إثباتها.

ومن السهل جدًّا على اليهودي أن يفتري على جاره العربي بتهمة ملفقة، فيجد البوليس رهن إشارته لاتخاذ الإجراءات ضد ذلك العربي المدعى عليه زورًا وعدوانًا.

والعربي هناك في المدينة إذا كان كاسبًا من دخل تجاري أو عقاري، فدخْله محدود لا يكفيه، وهو يعيش على فضلة من مال يحتفظ بها من الأيام السالفة، وإن كان عاملاً يعيش على أجره فإن أجره لا يكفيه، هذا إن وجد عملاً يتناول عليه أجرًا.

وكل صاحب بيت عربي مكلَّف بأن يخلي معظم غرف منزله لإسكان المهاجرين اليهود والاكتفاء بغرفة واحدة لنفسه وعائلته.

وهكذا يفرض القانون اليهودي هذا الجوار السيئ فرضًا تعسفيًّا على العائلة العربية.

وقد لوحظ أن المهاجرين اليهود يطلقون العنان لشعورهم المكبوت بعد أن يصلوا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، محاولين فرض السيادة على الأقلية العربية دون حساب للعواقب أو خوف من العقاب.

إن الخطوط الأساسية لسياسة التفرقة العنصرية التي يطبِّقها اليهود في فلسطين ضدَّ العرب تقوم على قاعدتين رئيستين؛ فالقاعدة الأولى هي تلك السلسلة من التشريعات والأنظمة التي تسلب العربي المقيم أرضَه وممتلكاته وطاقته الاقتصادية منتزعة من يديه جميع أسباب الكسب والعيش، وذلك بطريق السلب العلني الذي ألبسه اليهود لباس الشرعية وصبغوه بالصبغة القانونية، والقاعدة الثانية هي سياسة الإرهاب التي يطبقها اليهود في مناطق الحكم العسكري، وما يلازمه من قيود لم يسمع بمثلها في أيِّ بلد من بلاد العالم مهما بلغ من التأخر والانحطاط، فلم يسمع مثلاً في أية بقعة من الدنيا أن حكومة عاملت الأقلية عندها كما تعامل السلطات اليهودية العشائر العربية المقيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها عشيرة (الشبلي) التي تعد 500 نسمة وهي تقيم في جهات جبل طابور؛ فأفراد هذه العشيرة انتزعت من أيديهم أراضيهم الخصبة فلم يعودوا زارعين، ولما لجؤوا إلى كسب أرزاقهم كعمال أجراء خارج منطقتهم منعت عنهم تصاريح الانتقال من مضاربهم الواقعة تحت الحكم العسكري.

وبذلك قُضِي عليهم أن يموتوا جوعًا مما حملهم على أن يلوذوا بالفاتيكان، ويعرضوا على البابا رغبتهم في اعتناق النصرانية مقابل حمايتهم من الاضطهاد اليهودي القاتل فعلاً!

فلقد كان أفراد هذه العشيرة يعدون حوالي 1500 ولكن الحملات العسكرية الإرهابية التي شنَّها اليهود على مضاربهم وأعمال المطاردة والبطش والتنكيل هبطت بعددهم إلى 500 فقط، ولا تزال هذه البقية عرضة للتناقص والزوال بسبب استمرار التدابير العسكرية الجائرة التي فرضتها ضدهم سياسة الاضطهاد العنصرية.

اضطهاد العرب بفلسطين المحتلة أشد من اضطهاد الملونين بأميركا وجنوبي أفريقيا:
إن الزنجي في الولايات المتحدة والملون في جنوبي أفريقيا لم يصل بهما الاضطهاد العنصري إلى ما وصل بالعربي في المنطقة المحتلة من فلسطين، فهنا في هذه المنطقة وضعت السلطات اليهودية أغرب قوانين تعسُّفية تفتَّقت عنها عبقرية التعصب الإجرامي؛ وهذه القوانين هي: قانون الطوارئ الذي يجيز مصادرة أراضي العرب في المناطق الحربية بدعوى المحافظة على سلامة الدولة، وقانون زراعة الأراضي الخراب الذي يخول وزير الزراعة اليهودي حق الاستيلاء على أراضي العرب المهجورة وتوزيعها على مزارعين يهود، وقانون أملاك الغائب الذي يقضي بأن يوضع تحت تصرُّف الحاكم اليهودي جميع الأملاك التي يملكها غائبون، ولهذا الحاكم الحق في بيع الملك الموضوع تحت تصرفه، وقانون استهلاك الأراضي الذي يبيح مصادرة الأراضي اللازمة للأعمال والمشروعات العسكرية والإنشاء وبناء المستعمرات، وقانون التصرف الذي ينصُّ على أنه إذا لم يتصرف صاحب الملك بأرضه تصرفًا فعليًّا - أي: بنفسه ويده - وكانت السلطات اليهودية محتاجة إليها للأغراض الدفاعية أو لأغراض التوطين فإنها تصبح بأمر من وزير المالية اليهودي ملكًا للدولة.

وهكذا ابتدعت سلطات العدوان اليهودي هذه القوانين وعشرات من أمثالها؛ لسلب العرب الفلسطينيين النازحين منهم والمقيمين كلَّ ما كان لهم من حقوق طبيعية وشرعية في وطن آبائهم وجدودهم مما لم يسجل تاريخ الاضطهادات العنصرية أي مثيل له في الأرض.


الإجراءات: نسف المدن والقرى:
هذا من ناحية الأنظمة والتشريعات، وأما من ناحية الإجراءات فقد اعتمد اليهود لإرواء غليل تعصبهم وإشباع نزعتهم العنصرية طريقين اثنتين للتنكيل بالعرب؛ أولاهما: نسف القرى والمدن العربية في المنطقة المحتلة نسفًا ساحقًا ماحقًا، ومن ذلك على سبيل المثال: قرى ابل القمح، الخالصة، القبطية، الناعمة، دوارة، الصالحية، المفتخرة، الزاوية، البويزية، جاحولا، النبي يوشاع، المالكية، ملاحط، ديشوم، صلحة، علما، حسينة، الرأس الأحمر، كفر برعم، المنصورة، طربيخا، الزيب، سعسع، ماراون، دلاطة، افرت طيطبه، صفصاف، سحماتا، الكابري، الغابسية، دنون، عمقا، الشيخ داود، الكويكات، السميرية، عين الزيتون، قباعة، مغار الخيط، مزعم، الشونة، القديرية، باقوق، كفر عنان، المنسية، البروة، الدامون، الرديس، كابول، ميعار، أبو شوشة، المجدل، حطين، نمرين، لوبيا، هوشة، صفورية، معلول، مجيدل، قوله، دير طريف، بيت نبالا، دير أبي سلمى، الظهيرية، دانيال، خروبة، عنبتا، البرية، القباب، المغار، قطرة، ياسور، اسدود، قطنة، مفلس، زكريا، تل الصافي، خلدة، نعلين، برقوسيا، أبو زريق، لد العرب، الريحانية، جبول، صبارية، المنسي، فراده، فيرون، زرعين، نورس، اندرو، الصبيح، لد العوادين، سمخ، العبيدية، الجاعونة، هونين، خان الدوير، صرعة، وغيرها وغيرها؛ مما قضى بحرمان ألوف العرب من مساكن يأوون إليها وقرى يعيشون في ظلها.

والطريقة الثانية غير الهدم ونسف البيوت: هي قتل الأبرياء؛ إذ تلجأ القوات اليهودية إلى الاعتداء على السكان العرب بالضرب والتعذيب والتقتيل، وقد بلغ من وحشية اليهود في هذه الأعمال البربرية أن الصحف اليهودية نفسها اعترفت بوقوعها.

ومن ذلك ما ذكرته الجريدة اليهودية (كول هاعولام) من أن السلطات الصهيونية أعدمت في عام 1953 ستة عشر شابًّا عربيًّا من قرية (عيلبون) في قضاء الناصرة برصاص الرشاشات بعد أن اختارتهم من بين ذكور القرية، ثم عمدت إلى إحراق عائلة عربية بكاملها داخل بيتها وهي عائلة (آل زريق) إرهابًا لسائر سكان القرية الذين بادر مَن تبقى منهم على قيد الحياة إلى الهرب عبر حدود لبنان.

يحصدونهم بالرشاشات أمام نسائهم وأطفالهم:
وفي قرية (تعليا) بمنطقة الخليل جمع اليهود ستين عربيًّا وأمروهم بخلع ملابسهم والانبطاح على بطونهم، وعلى مرأى من نسائهم وأطفالهم صوبوا عليهم نيران رشاشاتهم فحصدوا أرواحهم حصدًا، مما يعيد إلى الأذهان ذكريات المذابح الوحشية التي سبَق لليهود أن ارتكبوها في (طبريا) و(دير ياسين)، ولم يعفوا فيها عن طفل ولا امرأة مرضع أو حامل.

والحديث في سياسة التعصب والاضطهاد العنصري التي يطبقها اليهود في فلسطين المحتلة حديث يطول شرحُه، وليس الطرد والتشريد والنسف والتقتيل إلا بعض مظاهره، وأما بعضها الآخر فماثل في عِدَّة تدابير وحشية ينفذها الصهاينة للتفرقة بين معاملة اليهودي ومعاملة العربي، ذلك أن الأخير محظور عليه أن يتمتَّع كالأول بحريَّة الانتقال، وذلك تحت طائلة الأنظمة العرفية وقوانين الطوارئ؛ إذ إن الأحكام العسكرية فرضت على المناطق التي يكثر فيها العرب - كالمثلث والجليل - أن تتحول إلى سجن كبير يحظر على العربي دخوله أو الخروج منه، فغدت هذه المناطق بمثابة زنزانات مطوَّقة بالجند والبوليس، والويل كل الويل للعربي إذا ما حاول مس باب هذه الزنزانة!

تقديم المحاصيل لشركات يهودية:
وفي المنطقة المحتلة من فلسطين حظرت السلطات اليهودية على العرب أن يتصرَّفوا بمحاصيلهم الزراعية، محتَّمة عليهم تقديمها لشركة يهودية عينتها لهم، وهذه تستولي على الكمية التي تريدها، وما يزيد عن حاجتها في أغلب الأحيان هو دون احتياجات الأهالي الضرورية، وأما السعر الذي تدفعه الشركة فهو بالتأكيد أدنى من سعر المحصولات اليهودية بكثير وغالبًا أقل من كلفة الإنتاج.

وفي أحيان كثيرة يصادر اليهود منتَجات العرب دون أن يدفعوا أثمانها على سبيل التعويض، والمثال على ذلك إقدام السلطات اليهودية على مصادرة محصول الزيت في قرى (الرامة) و(البصة) و(دير الأسد) و(كفر ياسين) العائدة للعرب دون تعويض، ولما لجأ أصحاب المحصول العرب إلى الشكوى أمرت السلطات الصهيونية باعتقالهم وألقتهم في غياهب السجون.

الاعتداء على حرمة المقدسات الدينية:
وثمة - إلى جانب ما ذكرنا - اعتداء اليهود على حرمة المقدسات الدينية من إسلامية ومسيحية، فقد استولى اليهود على أرض مقبرة (مأمن الله) التاريخية الشهيرة في القدس، وعلى مسجد (النبي داود) في جبل صهيون، كما أغلقوا عددًا كبيرًا من المساجد في المدن والقرى ومنعوا المسلمين أن يمارسوا فيها شعائرهم الدينية، هذا فضلاً عن نسْف مساجد (البروة) و(الغابسية) و(الكابري) في شمالي فلسطين.

نسف الكنائس والمقابر:
ونسف اليهود كنيسة قرية (اقرت) وكنيسة قرية (كفر برعم) واستولَوا على مقابر المسيحيين الأثرية القديمة الواقعة على جبل صهيون، وقد نهبوا تُحَفها وأوانيها الكنسية، وكذلك حولوا الكثير من الأديرة إلى مراكز للقوات العسكرية.

وشهد شاهد من أهله:
والخلاصة أن أوضح دليل على بشاعة السياسة العنصرية التي يطبقها اليهود هو ما جاء على ألسنة بعض كتَّابهم، فقد نشر الصحافي الأميركي اليهودي (هال كهرمان) في مجلة "كومنتري" وهي مجلة تصدرها اللجنة الأميركية اليهودية معلومات خطيرة عن حياة العرب في فلسطين المحتلة، فقد ذكر هذا الكاتب إثْر زيارة قام بها إلى المنطقة الفلسطينية التي يحتلها اليهود أن العرب يعيشون هناك فيما يشبه (الغيتو)، ذلك أن قوانين السفر تمنع العرب من مزاحمة اليهود في الأعمال، كما أن هذه القوانين لا تسمح لأبناء الجنس العربي بالاهتمام بمزارعهم وأراضيهم، وقد فرضت عليهم الإقامة الجبرية، وأكرهوا على دفع ضرائب عن أراضي وعقارات حرم عليهم استغلالها.

شهادة كاهن كاثوليكي بالأمم المتحدة:
وفي برقية صادرة عن مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن كاهنًا كاثوليكيًّا عاد من المنطقة المحتلة بعد أن قضى فيها شهرًا؛ لدراسة حالة العرب الذين يعيشون تحت سلطة اليهود، ثم قدم إلى الكاردينال (سليمان) تقريرًا أكَّد فيه أن اليهود يعاملون الأقلية العربية معاملة من شأنها أن تقضي على الجنس العربي هناك.

وكتبت جريدة (كول هاعولام) تقول: "إن ما تلحقه سلطات تل أبيب بالأقلية العربية من تعذيب وإرهاق يظهر بعضه بجلاء في قرى (عيلبون) و(المزرعة) و(الطيرة) و(أبي غوش) و(أم الفرج)، وليس هذا إلا جزءًا من سلسلة طويلة من الأعمال الدنيئة التي لا يتسع المجال لسردها بالتفصيل، بيْد أنها تهدف إلى غاية واحدة هي: إجلاء الأقلية العربية عن وطنها أو اضطهادها وتعذيبها تمهيدًا لإفنائها عن بكرة أبيها"[16].

* "حدث أبو عجيلة بتاريخ 3/11/1956م أن شوهد بعض أفراد العدو يقتلون سيدة وكان معها طفلان تدافع عن عرضها، ولما حاول بعض الأعراب أخْذ الطفلين هددهم الجنود بالقتل، وترك الطفلان يصرخان بجوار جثة والدتهما ما وسعهما الصراخ ويلقيا نفس المصير".

 وفي الطريق الساحلي بتاريخ 2/11/1956م وجدت جثث بعض الأعراب مرفوعة الأيدي ومضروبة من مسافة قريبة جدًّا من الخلف.
 قامت الطائرات المعادية بضرب المدنيين من الأطفال والعجائز والنساء الذين كانوا ينسحبون مع القوات من العريش ضربًا مُرَكَّزًا بالرشاشات والصواريخ، بالرغم من بعْدهم بعْدًا كافيًا عن القوات وإمكان تمييزهم، فأحدثت بينهم خسائر فظيعة.
 حدث في كل من رفح والعريش أن ادَّعت السلطات الإسرائيلية إعادة فتح المدارس ودعت الأهالي لإرسال أبنائهم، وعند انخداع هؤلاء وإرسال أبنائهم للمدارس قامت السلطات بإغلاقها عليهم، ثم إعدام بعض الطلبة ووضع الباقين في عربات مغلقة اتجهت عبر الحدود إلى داخل إسرائيل لجهة غير معلومة"[17].

فظائع العدو في غزة:
فاقت فظائع العدو في غزة ضد المدنيين العُزَّل والأعراب كل وصف، وكان هدفها الأساسي القضاء على الشباب الفلسطيني من سن الثامنة عشرة بالجملة، وتحطيم معنويات الشعب الفلسطيني إلى أقصى الحدود، وكان العدو يرى في هذا الشباب عدة المستقبل الذي سيجليه عن أراضيه، فتارة يجمعهم من المنازل وتطلق عليهم النيران في سيقانهم بالجملة لإصابتهم بالعجز الدائم الذي يعيق الانتفاع بهم كعسكريين، وتارة إذا ما عُرِف أنهم كانوا ضمن قوات الحدود الفلسطينية يُعْدَمون علَنًا في الميادين العامة، أو يرحلون إلى إسرائيل حيث لا يعلم سوى الله مصيرهم.


إن تقرير مستر (هنري لابويس) مدير وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى مسيو (داد همرشولد) السكرتير العام للأمم المتحدة يعترف اعترافًا صريحًا قاسيًا على فظائع إسرائيل حيث يقول: "إن مصادر معلومات هيئة الإغاثة رغم القيود المفروضة عليها من السلطات الإسرائيلية قتلت:
140 لاجئًا في خان يونس عقب انتهاء المعارك في 3 نوفمبر 1956م.
103 لاجئًا في معسكر رفح يوم 12 نوفمبر 1956م.
48 في نواحي متفرقة من القطاع في 20 نوفمبر 1956م.
291 الجملة.

ثم يقول التقرير: إن المنظمة ولو أنه لا شأن لها بالظروف السياسية لقطاع غزة لم تجد مفرًّا من الاحتجاج لدى السلطات الإسرائيلية على هذا القتل بالجملة"[18].

"لقد وقع ذبح اليهود وحرقهم والتنكيل بهم وتشريدهم قبل مئات السنين من ظهور النازية وحكم هتلر، والجرائم التي نُسِبت لليهود في كل زمان ومكان واحدة لم تتغير: الجشع والسرقة وامتصاص دم الشعب البريء، وتدمير الأوطان سياسيًّا واقتصاديًّا وأخلاقيًّا وعسكريًّا، والتآمر مع الأعداء ومحاربة القِيَم الأخلاقية، والتشكيك في كل دين يتعارض مع ديانتهم الهمجية المبنية على التلمود ومقرَّرات حكماء صهيون، واستنزاف الأطفال من غير اليهود لاستخدام دمائهم في فطير عيد الفصح، وتسميم الآبار وتزييف العملة، وتشكيل الجمعيات السرية التابعة للماسونية العالمية، ونشر الفوضى والإباحية والانحلال، وحينما تسلَّم هتلر حكم ألمانيا عيَّن لجنة من العلماء لدراسة مشكلة اليهود ووضْع المقترحات لحل تلك المعضلة المزمنة، وبعد دراسة طويلة قرَّر العلماء الألمان بأن الحل الوحيد لمشكلة اليهود هو قتلهم أو ترحيلهم عن البلاد، ونفذ هتلر قرار علمائه وعامل اليهود كما عوملوا على مر العصور: قتل وحرق وطرد من البلاد التي يخونونها ويغدرون بشعبها"[19].

"ما أن استقر اليهود في دول أوربا، وازداد عددهم، ونمت قوتهم بعد طرْدهم من فلسطين في أول عهد المسيحية - حتى أخذوا يطبِّقون تعاليمهم المجرمة التي نصَّت عليها كتبهم الدينية، وكانت حصيلتهم للسلوك اليهودي المبني على الحقد والكراهية والاستعلاء والجشع والإجرام أن أخذت شعوب أوربا تدافع عن نفسها أمام البلاد الذي كان يحلُّ عليها مع كل موجة من موجات الهجرة اليهودية.

ومَن يدرس التاريخ يلاحظ كيف أن جميع شعوب الأرض أعطت لليهود فرصة للعيش كسائر الناس في البلاد التي يلجؤون إليها، ثم ما لبثت تلك الشعوب أن فتكت بهؤلاء اليهود بعد أن تبيَّن لها الخطر الذي يرافق شعب اليهود ويهدد سكان البلاد الأصليين بالدمار الأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وفيما أدركتْ تلك الشعوب أن الشعب اليهودي لا يمكن أن يعيش مع أي شعب آخر في الوجود إلا على أساس استعباد ذلك الشعب وتسخير عقول أبنائه وأرواحهم ودمائهم وأموالهم في خدمة اليهود، وأدركت كذلك أن ألاعيب اليهود وخططهم الدنيئة تسيطر بيُسْر على أرواح القادة والزعماء وأقلامهم وآرائهم، وتسيرها حسب أغراض اليهود.

وأدركت شعوب أوربا أن اليهود بمكْرهم ودهائهم قد نجحوا إلى حدٍّ كبير في إدخال العنف والبطش والوحشية إلى الدين المسيحي، وأنهم كانوا السبب الرئيس في إشعال نار الكراهية والحقد والبغضاء بين الطوائف المسيحية، وأنهم تسببوا في إشعال الحروب الدينية الطاحنة بين الكاثوليك والبروتستانت، وتسبَّبوا في قتْل ملايين النصارى الأبرياء في أوربا لأسباب واهية وعوامل خلاف مضحكة هي من صنع اليهود ودسهم ومكرهم، وحينما أفاقت شعوب أوربا من غفوتها هبَّت تردُّ العدوان وتدفع الخطر قبل أن يستفحل الداء العُضَال، ويستشري السرطان اليهودي فيفتك في أجسام ملايين البشر، ويحولهم إلى عبيد لخدمة الشعب المختار... ونال اليهود بعد تلك الصحوة جزاءهم الأوفى"[20].

وفي كتاب "الصهيونية والشيوعية" (ص 19) تحت عنوان (عودة إلى الشرق):
الطرد:
لا يتسع المجال للتحدث بالتفصيل عن حوادث الطرد التي أعقبت ذلك، وأسفرت عن نفي اليهود من كل بلد من بلدان أوربا الغربية في القرون المتعاقبة، وفيما يلي لائحة بحوادث الطرد مرتبة ترتيبًا تاريخيًّا.
انكلترا: طرد الملك إدوارد الأول اليهود سنة 1290م ولم يسمح لهم بالعودة إلا سنة 1655م.
فرنسا: طردهم الملك فيليب الجميل سنة 1306م وسمح لعدد ضئيل منهم بالعودة، ولكنهم طُرِدوا مجددًا سنة 1394م، وبقيت هناك مستعمرات يهودية في (بوردو) و(أفينيون) و(مرسيليا) (طردوا منها سنة 1682م) ومقاطعة (الألزاس) الشمالية.
سكسونيا: طردوا منها سنة 1349م.
المجر: سنة 1092م كان اليهود يسيطرون على جباية الضرائب في المجر، وفي سنة 1360م طُرِدوا ولكنهم ما لبثوا أن عادوا فيما بعدُ، وفي سنة 1582م طُرِدوا مجدَّدًا من القسم المسيحي من المجر.
بلجيكا: طردوا عام 1370م وقد استقرَّ البعض فيها سنة 1450م ولكنهم لم يستوطنوها إلا في سنة 1700م.
سلوفاكيا: شردوا من براغ سنة 1380م وكثيرون عادوا فاستوطنوها سنة 1562م. وفي سنة 1744 طردتهم الإمبراطورة (ماريا تيريزا) من بلادها.
النمسا: طردوا سنة 1420م على يد الملك (البريخت الخامس).
هولندا: طردوا من (أوتريخت) عام 1444م.
لتوانيا: طردهم عام 1495م (الفراندوق الكسندر)، ولكنهم عادوا إليها فيما بعد.
البرتغال: طردوا سنة 1498م.
روسيا: طردوا منها سنة 1510م.
إيطاليا: طردوا من مملكة (نابولي) و(سردينيا) سنة 1540م.
بافاريا: نفوا إلى الأبد سنة 1551م ولم يسمح لليهود بدخول (أسوح) حتى عام 1782م. ولم يسمح لأحد منهم بدخول الدانمارك قبل القرن السابع عشر، ولم يقبلوا في النرويج بعد سنة 1814.

أما اليوم فإن عدد اليهود الذين يقيمون في البلدان الإسكندنافية ضئيل جدًّا يكاد لا يذكر.

العودة إلى بولونيا:
ما أن هلَّت سنة 1500م حتى كانت أوروبا الغربية بأسرها - باستثناء شمالي إيطاليا وأجزاء من ألمانيا والممتلكات البابوية حول أفينيون - قد تخلَّصت من الغزوة اليهودية، وعاشت أوربا فترة من الزمن حرة من اليهود الذين لم يعودوا إليها بكثرة إلا سنة 1650م.

وقد جاء في "الموسوعة البريطانية"[21]: إن السواد الأعظم من الشعب اليهودي كان موجودًا آنئذ في الشرق في الإمبراطورية البولونية والتركية، أما الجاليات القليلة التي بقيت في أوروبا الغربية فقد تعرَّضت أخيرًا لمختلف القيود التي خلفتها العصور السابقة مثالاً حتى ليمكن القول - إلى حد ما - إن العصور اليهودية المظلمة تبدأ ببداية عصر النهضة".

قدمت جامعة الدول العربية في 20 آب 1969م جمادي الثانية 1389هـ تقريرًا إلى لجنة التحقيق الدولية، يتضمن نماذج من عمليات التعذيب الوحشي التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين العرب، ويقع هذا التقرير في 252 صفحة من القطع الكبير، وقد أورد الوقائع مجردة من أي تعليق.

وتتضمن سردًا للعمليات التي تعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ في الأرض المحتلة في العامين الماضيين بحجة الحصول منهم على معلومات عن رجال المقاومة أو عن أماكن الذخيرة، أو لحمْلهم على الاعتراف بأنهم من الفدائيين، أو لإكراههم على ترك ديارهم والرحيل عن وطنهم، وعدَّد التقرير الوسائل التي يستخدمها الإسرائيليون في عمليات التعذيب؛ ومنها: الكهرباء، والنار، وخراطيم المياه، والأفاعي، والكلاب الشرسة، والعصي والسياط، والقضبان الحديدية، والمخلفات البشرية، وإلقاء الألغام أمام المعتقل وإجباره على المشي عليها إذا لم يعترف بالتهم الموجَّهة إليه، وغير ذلك من الوسائل.

وقد وجَّه التقرير إلى إسرائيل عِدَّة تهم منها:
 نسف العديد من المنازل.
 اعتقال المئات من الشباب وإلقائهم في السجون.
 حظر التجول في المدن والقرى والمعسكرات لمُدَد تجاوزت في معظم الحالات خمسة أيام.
 جمع الرجال أثناء حظر التجول وإطلاق النار عليهم.
 دفع السكان إلى الخروج من المناطق المحتلة.

قائمة بأسماء البيوت المنسوفة:
وقد أورد التقرير قائمة بالبيوت التي نسفت في عدد من المدن والقرى المحتلة، ويتجاوز عددها أربعة آلاف بيت في القدس، وقضاء الجليل، وقضاء نابلس، ورام الله، وقلقيلية، وعمواس، وبيت مرسم، وعلار، وارتاح، ويالو، وبيت نوبا، وبدرس إلى جانب إبادة قرى بأكملها مثل البرج والجفتلك، وتدمير معظم منازل قرى خربة السكة وصوربت وإذنا وبيت أولا.

كما تضمن معلومات أخرى مستقاة من الجريدة الرسمية الإسرائيلية عن مصادرة ممتلكات العرب في القدس، فقد نشرت هذه الجريدة في عددها رقم 1442 إحصاء بمصادرة 1038 مسكنًا و437 متجرًا في القدس وحدها.

المستعمرات الإسرائيلية:
وتحدث التقرير عن استيطان الإسرائيليين بإقامة المستعمرات في المناطق المحتلة فقال: إنه حتى 22 آب 1968م؛ أي: منذ عام مضى كانت إسرائيل قد أقامت المستعمرات التالية في مرتفعات الجولان: نحال سفير، نحال جولان، كيبوتز جولان، ميقوجامات، عين زيوان، نحال جشور، سكوب، العال، علما، فيك.

في الضفة الغربية: كفار أزينون، كفار أزيتون، بمشار نحال، محولا، نحال خانيا، نحال رجف.
في سيناء: نحال يام، نحال سينا، بلح النخيل.

تغيير المناهج التعليمية:
وأورد التقرير فصلاً خاصًّا للإجراءات التي تطبِّقها سلطات الاحتلال لتغيير المناهج التعليمية في الأراضي المحتلة، وتشويه الحقائق التاريخية وطمسها، ونشر الثقافة اليهودية وتأكيد وتبرير سياسة التوسع.

كما أورد التقرير في فصل خاص مستفيض وقائع الهدم والتخريب التي قامت بها سلطات الاحتلال في الأماكن المدنية والأثرية وعمليات الاستيلاء على بعض القطع الأثرية والمخطوطات الشهيرة، ونقلها من مواقعها الأصلية إلى أماكن مجهولة، والعبث بالآثار المحفوظة في المتحف الفلسطيني وتوزيعها على متاحف مختلفة داخل إسرائيل.

وذكر التقرير أن الإسرائيليين حطَّموا الباب الأوسط الرئيس للمسجد الأقصى، وهدموا أجزاء مهمة من كنيسة (القديسة حنة)، وسرقوا تاج العذراء من كنيسة القيامة ثم أعادوه بعد نزع جواهره الثمينة، وحطموا قسمًا من كنيسة القديس يوحنا"[22].

قتل اليهود الوسيط الدولي (برنادوت)؛ لأنه أراد أن يقول الحقيقة ونسفوا فندق الملك داود.
وقضية لافون.
مذبحة دير ياسين.
مذابح في غزة وشرم الشيخ عام 1956م.
هدم المنازل على أهلها في القدس، اغتصاب الأراضي.
نسف مدرسة في غزة وقتل وجرح عدد كبير من الأطفال.
قنابل النابالم، وضرب المساجد والمستشفيات والمدنيين والأسرى.
سَحب الشكاوى إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم.

هتْك الأعراض، والاضطهاد، والترحيل الجماعي، والفصل من العمل، ونشر البطالة والتجويع والتشريد.

السعي للحصول على المال بالسرقة والربا والغش والاحتيال، والكذب واليمين الغموس والقتل وبأعراض بناتهم وزوجاتهم.
•       •       

الثورة الفرنسية من تخطيط اليهود


ويرى نديم البيطار في كتابه "من النكسة إلى الثورة" اتباعًا لمنهج ماركس وانجلز أن: "التبشير بمقاصد وآمال ثورية كبرى وبالحقد والبغضاء ضد أعداء الثورة شرط ضروري يجب أن لا ننساه أبدًا في صراعنا؛ فهو تغذية للثورة"[23].

ويقول البيطار أيضًا: "إن النكسة التي أصابتنا تشكِّل إحدى تلك الأزمات التي تتعرض لها الثورة في مجرى تحقيقها، فمعالجتها إذًا لا تكون إلا بالرجوع عن منجزاتها بالتلكؤ أمام المزيد منها، بل بمتابعتها بحزم وتوسيع آفاقها بشدة ودفعها إلى المزيد من الثورة، إن الرد على النكسة هو بكلمة أخرى تجاوز الثورة لذاتها ذلك يعني فيما يعنيه المزيد من التعصب والتشدد من الحقد والبغضاء من العنف والخصام في محاربة أعداء الثورة في الداخل والخارج، ثم هو يعني بشكل خاص دخول الثورة إلى تلك الأبعاد التي لم تدخلها بعد، الأبعاد العقلية والنفسية وهذا لا يتيسر لها دون تصور أيديولوجي جديد يحرر العربي ومجتمعه من الأيدولوجية الغيبية التي يقوم فيها وجوده؛ لأن ذلك التحرر شرط للبداية في بناء العربي بناءًا ذاتيًّا جديدًا لا غنى عنه في مواجهة أعداء الثورة ولا مفر أمامه في التغلب على النكسة"[24].

قال صلاح البيطار في 24/9/1966م: "لقد تأكد أنه لم يعد هناك ثورة ولا ثورية؛ بل هي الجهالة والجاهلية التي تفهم الثورة على أنها قمع للشعب بالدبابات والمدافع والمخابرات والسجون والضرب والإرهاب والتعذيب، وفي رأيي أن الحكم العسكري والانقلابات العسكرية أصبحت اليوم آفة القطر السوري ولا يمكن أن يحل أيُّ حكم عسكري أو أيُّ انقلاب عسكري أية مشكلة في سورية ولا أن يقيم فيها أيَّ استقرار"[25].


صلة الباطنية بالماسونية واليهودية

يقول الأستاذ محمد علي الزعبي في كتابه "دفائن النفسية اليهودية" ص108- 109 تحت عنوان (خدمة العلم لدى اليهود): وأمثال هؤلاء كثيرون لا يزالون يعتبرون أن الدين أفيون الشعوب، وأن الأديان غل ثقيل يحول دون التقدم ورجعية يجب طردها من ساحة السياسة والمعاملات والأخلاق ولا مكان لها إلا لدى الشعوب المتخلفة، ومن العجيب أن يسري هذا المرض لا سيما للمدارس العلمانية التي تتحدث عن هذا مستشهدة بما فعله اليهودي الكبير والدونمة الشهير (كمال أتاتورك).

لقد ردد كثيرون هذا المرض غير عالمين أن اليهود يحملون على الدين - مطلق دين إلا اليهودية - منذ كانوا، وقد اغتنموا فرصة الثورة الفرنسية وضاعفوا الحملة؛ ذلك لأن اليهودي عدو طبيعي للدين إذ هو عدو طبيعي للأخلاق، ورحم الله العقاد إذ أدرك هذه الحقيقة فنشرها بقوله: إن أصبعًا من الأصابع اليهودية كامنة وراء كل دعوة تستخف بالقِيَم الأخلاقية، بل قد يصول على أديان جميع العالم ومنها اليهودية تغطية ومكرًا كي يهدم في نفوس سامعيه أديانهم وأخلاقهم ضامرًا التمسك بتلموده يتخذه حجر الزاوية لبناء يقيمه على أنقاض ما يهدم، أما سامعوه وكثيرًا ما رأيناهم أخشابًا مسندة مضبوعة مخدرة عزلاء حتى من كلمة (لماذا؟)، فقد هيَّأهم للسماع قرونًا وأقامهم له أبواقًا، ذلك لأن الدين كان - ولا يزال - مهما تشعبت طرقه وتعددت مسالكه يفضي لنقطة واحدة هي مكارم الأخلاق، واليهودي يتقن هدمها تنفيذًا لغايات مرسومة.

لقد أصبح كل شيء مكشوفًا، وعرف حتى مبتدئ الطلاب أن اليهود يهدمون بلسان كتَّابهم وفلاسفتهم عقائد جميع الناس ليكون الخلود والدوام لعقيدتهم فحسب، ومن اطلع على آراء (نيتشه) اليهودي طبعًا (والذي رأى الله حشرج ومات)، واطلع على كتاب سارتر "الشيطان والإله الطيب" (الذي يرى الله عدمًا)، أدرك المنهاج الواحد الذي يخدمه هؤلاء ولو تغايروا جنسيات وديارًا.

لقد حارب الإنجيل والقرآن الجشع والاحتكار والأنانية وإنكار الدينونة وجميع مساوئ الأخلاق، وبهذا كشف خفايا النفسية اليهودية، وكأن اليهود بحرب الأديان دافعوا عن وجودهم المادي أو ثأروا لأنفسهم، نعم حاربوا الأديان بل حملوا بعضها على حرب بعض ونفثوا بين معتنقيها خرافات تلمودهم فادَّعوا أن الله يصارع ويحسد ويتأسَّف ويندم ويتلهف إلى بيت يقيه الحر والقر، بل يبكي ويزأر ويطلب السماح من عبيده.

الشيوعية والاشتراكية من بذور الماسونية اليهودية والأهداف واحدة

روى ابن جرير بسنده إلى يزيد الفقعسي قال: لما ورد ابن السوداء الشام لقي أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية، يقول: المال مال الله ألا إن كل شيء لله كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين، فأتاه أبو ذر فقال: ما يدعوك إلى أن تسمى مال المسلمين مال الله، قال: يرحمك الله يا أبا ذر: ألسنا عباد الله والمال ماله والخلق خلقه والأمر أمره؟ قال: فلا تقله، قال: فإني لا أقول: إنه ليس لله ولكن سأقول: مال المسلمين.

قال: وأتى ابن السوداء[26] أبا الدرداء، فقال له: من أنت؟ أظنك والله يهوديًّا.

فأتى عبادة بن الصامت فتعلق به فأتى به معاوية فقال: هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر وقام أبو ذر بالشام وجعل يقول: يامعشر الأغنياء، واسوا الفقراء، بشِّر الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاوٍ من النار تُكْوَى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، فما زال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الأغنياء، وحتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس.

فكتب معاوية إلى عثمان: إن أبا ذر قد أعضل بي وقد كان من أمره كيت وكيت، فكتب إليه عثمان: إن الفتنة قد أخرجت خطمها وعينيها فلم يبقَ إلا أن تشب فلا تنكأ القرح، وجهز أبا ذر إليَّ وابعث منه دليلاً، وزوِّده وارفق به، وكفكف الناس ونفسك ما استطعت، فإنما تمسك ما استمسكت، فبعث بأبي ذر ومعه دليل، فلما قدم المدينة ورأى المجالس في أصل سلع قال: بشر أهل المدينة بغارة شعواء وحرب مذكار[27].

ودخل على عثمان فقال: يا أبا ذر، ما لأهل الشام يشكون ذربك؟ فأخبره أنه لا ينبغي أن يقال: مال الله، ولا ينبغي للأغنياء أن يقتنوا مالاً، فقال: يا أبا ذر، عليَّ أن أقضي ما عليَّ وآخذ ما على الرعية، ولا أجبرهم على الزهد، وأن أدعوهم إلى الاجتهاد والاقتصاد.

قال: فتأذن لي في الخروج؛ فإن المدينة ليست لي بدار؟ فقال: أو تستبدل بها إلا شرًّا منها؟ قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أخرج منها إذا بلغ البناء سلعًا.
قال: فانفذ لما أمرك به، قال: فخرج حتى نزل الربذة فخط بها مسجدًا وأقطعه عثمان صرمته من الإبل[28]، وأعطاه مملوكين وأرسل إليه أن تعاهد المدينة حتى لا ترتد أعرابيا ففعل[29].

وعن ابن عباس قال: كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية، كان يحب الوحدة والخلوة، فدخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال لعثمان: لا ترضوا من الناس بكفِّ الأذى حتى يبذلوا الوَرِق، وقد ينبغي للمؤدي للزكاة أن لا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان ويصل القرابات فقال كعب: مَن أدَّى الفريضة فقد قضى ما عليه، فرفع أبو ذر محجنه فضربه فشجَّه فاستوهبه عثمان فوهبه له، وقال: يا أبا ذر: اتقِ الله، واكفف يدك ولسانك، وقد كان، قال له: يابن اليهودية: ما أنت وما هاهنا؟ والله لتسمعن منِّي أو لا أدخل عليك[30].

ــــــــــــــــ
[1] بهامش الكتاب ما نصه: "لاحظ أن هذا الخطاب قد نشر سنة (1901م) عن الأصل الإنجليزي".
[2] من كتاب "السر المصون" (ص 55- 56).
[3] كتاب "اليهودية العالمية وحروبها المستمرة على المسيحية" (ص 130- 131)، انظر: كتاب "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 209- 211)، و"مجلة فلسطين" العدد 60 و61 لشهري ذي القعدة وذي الحجة سنة 1385 شباط آذار سنة 1966م ص 62، و"مجلة فلسطين" العدد 46 27 رجب 1384هـ أول كانون الأول 1964م السنة الرابعة.
[4] انظر تفاصيل ذلك في كتاب "اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية" من (ص 53) حتى (ص 126) وكتاب: "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 77- 105).
[5] انظر: كتاب "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 69- 70)، وكتاب "اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية" (ص 172)، وكتاب "همجية التعاليم الصهيونية" (ص 96- 109).
[6] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 69- 77) وانظر: كتاب "همجية التعاليم الصهيوينة" ص(109- 192)، وكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"؛ لعجاج نويهض ج 2 (ص 161- 186).
[7] "خطر اليهودية العالمية" (ص 325- 331)، وكتاب "اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية" (ص 45)، و"مجلة فلسطين" العدد (15) في 27 ذي القعدة 1381هـ أول أيار 1962م.
[8] "مجلة فلسطين" العدد (27) في 8 ذي الحجة 1382هـ أول أيار 1963م.
[9] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 55- 56).
[10] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 57).
[11] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 301- 302)، و"مجلة فلسطين" العدد 27 في 8 ذي الحجة سنة 1382هـ.
[12] "خطر اليهودية العالمية" (ص 324).
[13] "خطر اليهودية العالمية" (ص 324).
[14] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 325- 326).
[15] انظر: كتاب "خطر اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية" (ص 163).
[16] انظر "مجلة فلسطين" العدد (15).
[17] من كتاب "قتال عشرة أيام في سيناء"؛ للبكباشي أركان حرب زكي منصور.
[18] كتاب "قتال عشرة أيام" (ص 95- 97).
[19] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 116- 117).
[20] "خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية" (ص 106- 108).
[21] "الموسوعة البريطانية" صفحة (57- 58) المجلد 13 طبعة 1947م.
[22] "جريدة الحياة اللبنانية" العدد (7189) في 8/6/1389هـ و"جريدة عكاظ" (1451) في 8/6/1389هـ.
[23] "من النكسة إلى النكبة" ص 9، وكتاب "الثورة العربية الاشتراكية" ص 137 لمؤلفه الدكتور محمد عزت نصرالله الذي فند أباطيل البيطار.
[24] "كتاب من النكسة إلى الثورة" ص123- 124، وانظر تفنيد كلامه في كتاب "الثورة العربية الاشتراكية" ص 160.
[25] "وثائق النكسة" ص 112.
[26] ابن السوداء هو عبدالله بن سبأ.
[27] حرب مذكار ذات أهوال.
[28] الصرمة من الإبل: ما بين العشرين والثلاثين.
[29] "تاريخ ابن جرير الطبري" ج 4 ص 283- 284.
[30] "تاريخ ابن جرير الطبري" ج2 ص 28.
جبهة انقاذ الوطن العربى

0 التعليقات

ضع تعليق

Copyright 2010 جبهة انقاذ الوطن العربى Designed by الجبهه